وكالات - النجاح الإخباري - أكد وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، أن السلوك السياسي الفلسطيني محصلة معادلات داخلية وإقليمية ودولية، مشيرًا إلى أن لقاء الرئيس عباس ووزير جيش الاحتلال بيني غانتس لقاء الضرورة، في ظل المعطيات الميدانية المرعبة جراء السلوك "الإسرائيلي" وعنف المستوطينن الذي كاد أن يعصف بالحالة القائمة، وبالتالي يأخذ الفلسطينيين لنفق مظلم لا أحد يدرك إلى أين يمكن أن يصل وما تداعياته".

وأضاف الشيخ في لقاء مع إذاعة المملكة الأردنية تعقيبًا على لقاء الرئيس عباس بغانتس:" في ظل غياب الأفق السياسي في حكومة الاحتلال، ما يجعلها قابلة للسقوط، كان هذا اللقاء ضرويًا، و"إسرائيل" دولة احتلال واللقاءات والمفاوضات بين الخصوم والأعداء، وباب التفاوض بينهم يبقى مفتوحًا، وهناك فرق كبير في يتعلق بالعمل السياسي، بين رجل الدولة وبين المعارض، والمعارضة في بلادنا "قل كلمتك وامشي" دون أن يكون هناك استحقاق لهذه الجملة العارضة، أما أن تكون رجل دولة هذا يدخلك بباب المسؤوليات بدءًا من لقمة العيش وحتى الوضع الصحي، وصولاً لفتح أفق سياسي ينهي الاحتلال".

وتابع:" هناك الكثيرون لا يدركون الفرق بين التداخل في مشروع الثورة والدولة، نحن ما زلنا شعب تحت الاحتلال يبحث عن الاستقلال وفقًا لقرارات الشرعية الدولة وبنفس الوقت هناك سلطة فلسطينية مسؤولة عن الشعب الفلسطيني وهذا التداخل هو الذي ربما يدخل المنظومة السياسية في حالة من التصادم والتداخل، وهناك من يريدك أن تكون رجل ثورة بمعنى الكلمة وهناك من يريديك رجل دولة وكلاهما بالوقت الراهن غير ممكن، فالموقف السياسي الفلسطيني محصلة حالة داخلية واقليمية".

وأشار الشيخ إلى التعقيد في الوضع الفلسطيني، مؤكدًا أنه لا يوجد أي نموذج بالأنظمة السياسة على مر عقود وسنوات طويلة، مثل هذا النموذج القائم الآن في فلسطين، في ظل وضع داخلي صعب بسبب الانقسام وغياب أفق المصالحة، ووضع إقليمي عربي يكاد يكون بأسوأ مراحله.

وفي الحديث عن الانقسام الفلسطيني أشار الشيخ إلى أن 45% من ميزانية السلطة الفلسطينية تصرف على قطاع غزة، مضيفًا:"مستعد لتوثيق ذلك بالأرقام، ندفع وهذا حق للمواطنين في غزة، بالرغم من أنهم تحت حكم حماس، والتي تجبي ما يقارب 80 مليون شهريًأ، ولا توظف منه فلس واحد لصالح غزة".

وحول لقاء الرئيس عباس وغانتس، أكد الشيخ أن عنوان اللقاء كان إشعال الضوء الأحمر من جانب الرئيس، ورسالة مفادها أن الوضع الراهن في ظل غياب الأفق السياسي وإرهاب المستوطنين بحماية جيش الاحتلال وإجراءات حكومة الاحتلال، من تهجير واقتحامات، يجر لمربع لا أحد يمكن أن يعلم تداعياته، مضيفًأ:" الرئيس قال لغانتس جئت أشعل الضوء الأحمر وإذا لم نجد افق سياسي بيننا، وفي حال لم يتم وقف إرهاب المستوطنين نحن وإياكم ذاهبون لمربع لا يمكن العودة منه".

وفيما يتعلق بملف لم الشمل والانتقادات التي وجهت للشيخ حول استخدام مصلطح الانتصار، قال:" لم استخدم مصطلح الانتصار، فالانتصار بالنسبة لي الخلاص من الاحتلال، وفي الوقت نفسه الصراع بيننا وبين الاحتلال لا يمكن أن ينتهى أو أن يتم إنجازه بالضربة القاضية هذا الصراع يحتاج لتراكم بالإنجاز والثبات والصمود على الأرض أكبر عنوان في تحدي الاحتلال وعندما أقول لم الشمل إنجاز، هذا يأتي من باب أنه يثبت المواطن الفلسطيني على أرضه في مواجهة محاولات التهجير "الإسرائيلية"، والشعارات المزركشة لا يمكن أن تأخذ شعبنا للخلاص، فالواقعية هي الطريق الأقرب، وأنا مع نظرية الاشتباك والتفاوض مع خصمك وإذا ذهبت لطريق واحد ستقع في معضلة وخطيئة كبيرة".

وحول الهدف من لقاء الرئيس عباس بغانتس، قال الشيخ:" اللقاء مع غانتس هدفه إيصال رسالة وأظن أنها وصلت لمنظومة الحكم في "إسرائيل" بأن استمرار الوضع الراهن سيعصف بالحالة برمتها ويأخذنا لمربع لا احد يعلم ما تداعياته، ولا يوجد لدينا ما يمكن أن نخفيه، والحالات الفردية في العمليات خلال الفترة الأخيرة نتيجة سلوك دولة الاحتلال، وحتي اللحظة لا قرار بالمنظومة السياسية الفلسطيينية بالارتقاء لحجم الاشتباك مع الاحتلال، نحن حتى اللحظة نتحدث عن مقاومة سلمية بالمقابل نواجه إرهاب منظم محمي بمظلة جيش الاحتلال بالضفة".

وتابع:" نحن نسير على خط من النار ما بين الاشتباك والتفاوض، ويجب أن يكون هناك استجابة عالية جدًا في إدارة الصراع، فإذا أخطأنا سندفع الثمن وإذا سرنا بالمسار المعقول نحن أصحاب الإنجاز مهما كان بسيطًا في ظل غياب الأفق السياسي".

وفي حديثه عن الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن، أشار الشيخ إلى أنها وحتى الآن لم تطرح رؤية سياسية على الجانب الفلسطيني، وأضاف:" خلال مكالمة بين الرئيس عباس وبايدن تحدث الأخير، عن عدد من النقاط، أكد من من خلالها على شراكتهم لنا بحل الدولتين، ووقوفهم ضد الاستيطان والتهجير والإجراءات أحادية الجانب، والحفاظ على الوضع القائم بالحرم الإبراهيمي.

وأشار إلى أنه سيتم فتح القنصلية بالقدس، ويبدو أن هناك تراجع، فالمعادلة الفلسطينية غاية في التعقيد، والموقف الفلسطيني لا تحكمه الحالة الفلسطينية الداخلية فقط، فهو مرتبط بالمعادلة الإقليمية والدولية".

وفيما يتعلق بملف التنسيق الأمني، والاتهامات التي توجه للسلطة الفلسطينية بهذا الخصوص قال الشيخ:" إذا اتخذنا قرار سحب الاعتراف بـ"إسرائيل" ووقف الاتفاقات، فهل من يطالب بذلك مهيأ لسقوط السلطة؟، فنحن ننسق مع الاحتلال تنسيق الضرورة، كونه مسؤول عن الكهرباء والماء والحدود وحركة المواطنين، فأموالنا من خلاله "المقاصة" وهو مسؤول عن الهواء الذي يستنشقه الشعب الفلسطيني، ونحن نبحث عن حالة الثبات والصمود للمواطن".

وفيما يتعلق بانجازات تمخضت عن اجتماع الرئيس عباس وغانتس قال الشيخ:" أهم الإنجازات التي تحققت وتخص حياة المواطنين في مقدتها موضوع لم الشمل تثبيت المواطنين وقضية الأسرى وجثامين الشهداء، وعودة طواقمنا لمعبر الملك حسين وتوسيع التجارة بيننا وبين الأردن، كما وطالبنا بمعبر تجاري بهذا الخصوص، إضافة لرفع حجم التبادل مع الأردن".

وأشار الشيخ إلى أن التجاوب مع القضايا الحياتية من قبل غانتس كان إيجابيًا بنسبة 60%، وما تبقى قيد الفحص.

وتابع:" الهامش الزمني الذي تم إعطاؤه لنا ولهم هامش ضيق، ويجب أن يتم الرد على هذه القضايا خلال فترة قصيرة قبل أن نصل لنقطة الحسم، وهي اجتماع المجلس المركزي بداية شباط المقبل".

وتطرق الشيخ للقاء بين السلطة الفلسطينية، وجيك سلفان مستشار الأمن القومي الأميركي مؤخرًا، وأفاد أن أهم رسالة نقلت للجانب الفلسطيني عقب لقائه بقادة حكومة الاحتلال أن لا أفق سياسي لهذه الحكومة، ولا تؤمن بحل الدولتين ولا تريد أي تفاوض، وهدفها الاستمرار بالمشروع الاستيطاني".