رام الله - النجاح الإخباري - اختتمت وزارة الثقافة، مساء اليوم الأحد، فعاليات ملتقى فلسطين الرابع للرواية العربية الذي تواصل على مدار أربعة أيام عبر ندوات أدبية بثت عبر الإنترنت بمشاركة 39 روائياً وكاتباً من 13 دولة عربية.

واشتمل يوم الختام على عقد ندوتين أدبيتين الأولى تتحدث عن "أدب المعتقلات ودوره في الرواية الوطنية الفلسطينية، والثانية جاءت تحت عنوان " الرواية العربية الجديدة بين بنية الخطاب الكلاسيكي، والخطاب الحداثي".

وشارك في الندوة الأولى والتي أدارها الكاتب والأسير المحرر عصمت منصور كل من : الشاعر والأديب المتوكل طه، والكاتبة نادية خياط، والكاتب عيسى قراقع، فيما تعذر مشاركة الأسير الكاتب باسم خندقجي بسبب إجراءات العزل المشددة التي فرضها عليه الاحتلال.

وقال طه: إن الأدب لم يستطع حتى الآن أن يؤصل تاريخ الحركة الأسيرة إلا أنه أضاء العديد من الجوانب المتعلقة بحياة الأسير بداية من اعتقاله وصولاً إلى حريته، ويرى بأن أي رواية في أدب السجون هي عبارة عن صورة حية للبقاء والصمود والأمل لأنها تعلمنا ما يتناساه أو يغفل عنه الكثيرون وتنقذنا من الإحباط المدوي حولنا.

وأشار إلى أن الفلسطينيين هم الآباء الشرعيون لأدب السجون، منذ نوح ابراهيم، ومن بعده الشاعر معين بسيسو الذي كان أوّل مَن سجّل تجربة اعتقاله في السجون في الخمسينيات، من خلال كتابه "دفاتر فلسطينية" الذي يعتبر الإرهاصة الأولى لأدب المعتقلات في فلسطين .

من ناحيتها، تحدثت الكاتبة نادية الخياط في مداخلتها عن أهمية توثيق التجارب النضالية والاعتقالية بشكل عام ولا سيما التجارب النسائية منها بشكل خاص، لخصوصية المرأة الفلسطينية في التجربة الاعتقالية. فكل أسيرة أو أسير له حكاية وتجربة مختلفة يرويها بأحاسيسه ومشاعره ويعبر عنها بتفاصيل عاشها بشكل حسي، ومن هنا تنبع أهمية توثيق هذه التجارب في تعميق الوعي لدى الأجيال القادمة وتعميم الاستفادة وأخد العبر منها.

وتحدث عيسى قراقع عن كون أدب الأسرى معزولًا عن الأدب والثقافة الفلسطينية، إذ لا يتم التطرق إلى دراسته خلال دراسة الأدب الفلسطيني، رغم أنه أدب مقاومة وأدب حرية، لأن لغته لغة تحدٍّ وصمود ومقاومة، كما أنه يعتبر أدب توثيق، إذ يوثق الأسرى من خلاله تجاربهم ومعاناتهم، وهو في النهاية أدب سياسي بالدرجة الأولى لأن قضية الأسرى قضية أساسية في تقرير مصير الشعب الفلسطيني.

وتطرق للتحديات التي واجهها الأسرى حتى حصلوا على حقهم في الورقة والقلم.

أما الندوة الثانية التي أدارها الشاعر حسن قطوسه، شارك فيها كل من: آن الصافي من السودان، ولوريس الفرح من سوريا، وعبد السلام صالح من الأردن، ومحمود جودة من فلسطين.

وقالت الكاتبة السودانية آن الصافي: إن الكتابة للمستقبل تُعنى بقضايا الإنسان، والمجتمعات في الماضي والحاضر والمستقبل، وأن كل ما نعيشه اليوم هو نتاج الماضي، وعلينا أن نطوره لمصلحة الأجيال، والكتابة للمستقبل تحتفي بالتنوع الثقافي والتقنيات الحديثة والعلوم وتطورها وقضايا البيئة وثقافة الاستدامة، وتدعو لتقديم الأعمال المبتكرة عبر الإبداع.

وأوضح عبد السلام صالح أن الثابت الوحيد هو التغيُّر المستمر ، والتطور الطبيعي لكل أنواع الفنون والآداب عبر المراحل التاريخية التي مرت فيها، والرواية خاضعة لهذا القانون، فولادة الرواية الجديدة هو جزء من التطور الطبيعي لكل شيء ، مضيفاً أن الرواية الجديدة تحاول أن تجد شكلاً جديداً يعبر عن إنسان هذا العصر، هذا الإنسان المشتت والممزق، والذي طحنت روحَه الحضارة، وتكاد تطال كينونته، ف فالظروف التي يعيشها حالياً ، هي غير تلك الظروف، وأحلامه وآماله وإشكالاته ومخاوفه وقلقه، هي غير تلك التي كانت .

وأكدت الكاتبة السورية لوريس الفرح أن مفردة الحداثة تشير إلى التجديد والابتكار غير المسبوق، وتُعلي في محتواها الفكري قيم التنوير والعقلانية ورفض الواقعية، والانعكاس الآلي للواقع بكل تفاصيله، مشيرة إلى أن الرواية الجديدة تحتاج إلى جهد وتعب واضح في الكتابة، والتجديد لا يكون فقط من أجل التجديد، بل هو حاجة وضرورة مُلحة، تُحتمها ظروف النص الروائي، وطبيعة تكوينه، وشخصياته، ومضامينه، وروح تلك الشخصيات، وروح المكان، ونكهة زمنه القائم داخل بُنية النص الروائي.

وقال الكاتب محمود جودة: إن الحديث يدور حول عنوان" عالمية النص المحلي"، من خلال تسليط الضوء على ماهية العالمية في الأدب، وكيف يُصنّف النص بالعالمي، وهل هذا التصنيف يخدم النص أم أن النص هو الذي يخدمه؟! عوضًا على الحديث، عن منطلقات النصوص، وكيف تصبح عالمية، انطلاقًا من تحقيقها للمحلية أولا مؤكداً أن عالمية النص نابعة من محليته.