ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - قال كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع: "إنَّ جولة التصعيد الأخيرة على قطاع غزَّة انتهت في النقطة نفسها التي انتهت فيها عملية الجرف الصامد (العدوان على غزَّة) قبل أربع سنوات، وجميع المشاكل الأساسية التي قادت إلى تلك المواجهة وإلى المواجهة الحالية ما زالت على حالها، بينما لم يتمّ حلّ أيّ شيء، ولم يتقدم أيّ شيء: عمليات، المشاكل أصبحت أخطر.

وما زال على حاله النقاش بين قادة الحكومة وقادة "الجيش الإسرائيلي حول اليوم التالي.

ووفقًا لبرنياع، فإنَّ تخوُّف الجيش الإسرائيلي من أن تتحوَّل غزَّة إلى الصومال، وأن تسود أزمة إنسانية شديدة إلى جانب فوضى في الحكم. وعند الحدود يلعب الجانبان بينغ بونغ، هم يطلقون النار باتجاه أراضينا ونحن نطلقها تجاههم، وفي النهاية لا مفر من إعادة احتلال القطاع".

واعتبر برنياع أنَّ هناك أطرافًا أخرى، إضافة إلى إسرائيل، مسؤولة عن تدهور الوضع في القطاع. "الأميركيون هم مشكلة وليس الحل: قرار (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب بتقليص 300 مليون دولار من المساعدات للأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة) فاقم أزمة الغذاء في غزة، ووضع علامة استفهام على رواتب 13 ألف من موظفيها وعلى بدء العام الدراسي لـ280 ألف تلميذ. ومصر السيسي ضالعة، لكن قوة تأثيرها محدود. وهناك مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف. هذا ليس كافيا".

واعتبر برنياع أنه "بإمكان إسرائيل أن تقترح على غزة مزيجا من العصي والجزر. في بند العصي سد مطلق تقريبا لقدرة غزة للعمل العسكري... ليس من أجل مواجهة الطائرات الورقية الحارقة من غزة، وإنما للتفرغ لمواجهة تهديد الطائرات المسيرة في الجبهة الشمالية، في لبنان وسورية".

وتابع أنه "في جانب الجزر، يتحدث الجيش الإسرائيلي عن ضرورة توفير رد على خمس مشاكل عاجلة: الغذاء، الصحة، الماء، الكهرباء، الصرف الصحي. عدا عن ذلك، ينبغي العودة إلى التفاهمات التي تم التوصل إليها في نهاية عملية الجرف الصامد: ميناء، مطار، استيعاب عمال من غزة في إسرائيل. بكلمات أخرى، رفع الحصار".

لكن برنياع، وجميع المحللين الإسرائيليين، يقولون إن تنفيذ ذلك مشروط بأن تعيد حماس جثتي الجنديين المحتجزتين في القطاع، هدار غولدين وأورون شاؤول، وكذلك المواطنين الإسرائيليين المحتجزين بالقطاع، وأحدهما عربي من النقب، اللذان كانا قد دخلا للقطاع بإرادتهما. وتجري في هذه الأقناء مفاوضات غير مباشرة حول صفقة تبادل أسرى، تطالب حماس فيها بالإفراج عن أسرى فلسطينيين، وخاصة الأسرى المحررين في "صفقة شاليط" الذي أعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم.