النجاح الإخباري - سبق لقاء وزير حكومة الاحتلال بنيامين نتياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين،  غارة جوية إسرائيلية أطلقت صواريخ على قاعدة "تيفور" العسكرية قرب حمص، في عمق الأراضي السورية.

ورأى محللون إسرائيليون، أن توقيت هذه الغارة لم يكن من قبيل الصدفة وإنما كان التوقيت متعمدا، قبل ثلاثة أيام من لقاء نتنياهو – بوتين، التي ستتبعها بعد أربعة أيام قمة تجمع بوتين والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في العاصمة الفنلندية هلسنكي.

وهاجمت إسرائيل قاعدة "تيفور" ثلاث مرات على الأقل، هذا العام. وأفاد المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، بأن هدف الغارة الأخيرة هو مركبات للمنظومة الجوية التي تسعى إيران إلى إقامتها في سورية.

ورأى ليمور أنه "لا يوجد أي شيء عادي في هذا الهجوم، وليس فقط لأن أي هجوم، خاصة هجوم يُنفذ بالقرب من القوات الروسية في سورية، ينطوي على احتمال لاشتعال الوضع، وإنما بالأساس بسبب التوقيت. وإسرائيل اختارت عن قصد الإصرار على خطوطها الحمراء في أسبوع بالغ الأهمية من الناحية السياسية: قبل ثلاثة أيام من لقاء نتنياهو مع بوتين، وقبل أسبوع من القمة التي سيعقدها بوتين من ترامب".

وأضاف ليمور أنه "بالإمكان الاعتقاد أن الهجوم المنسوب لإسرائيل كان رسالة واضحة إلى كلا الزعيمين. وعلى الأرجح أن نتنياهو سينقل هذه الرسالة نفسها إلى بوتين، وإلى ترامب بواسطة مبعوثيه، لكن لا يوجد أفضل من هجوم كي يضع الأمور بشكل واضح. وما تريد إسرائيل قوله هو إنه ليس في نيتها التنازل بأي حال بشأن مسألة الوجود الإيراني في سورية، وأنه إذا لم تعمل الدول العظمى بهذا الخصوص، فإن إسرائيل ستواصل العمل لوحدها".

ووفقا لليمور فإن "إسرائيل لا تعمل في فضاء فارغ، وإنما من خلال إدراك أن الوضع مريح لها. فإدارة ترامب مؤيدة لإسرائيل ومعادية جدا لإيران، وإدارة بوتين تريد هدوءا في سورية وإيران بأفعالها هي احتمال دائم لإثارة الفوضى، وتظام الأسد يريد استكمال السيطرة على سورية والبدء بإعادة الإعمار وآخر شيء يريده هو مواجهة جديدة، وخاصة مع إسرائيل. وتدرك إسرائيل أنه لا توجد جهة ستقيد عملياتها، بل أن هذا توقيت جيد لرسم حدود منطقة واضحة. وبالإمكان ربط ذلك بالغارة المنسوبة لإسرائيل قبل أسبوعين ضد قافلة أسلحة إيرانية عند حدود العراق – سورية".

تقديرات إسرائيلية: خطر الحرب ضئيل

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن إسرائيل تشن غارات كهذه في سورين لسببين. الأول، يكون هدف الهجوم شحنة جديدة من الأسلحة أو منظومات أسلحة تم البدء بنصبها. والسبب الثاني هو "إشارة إستراتيجية: القصف (الأخير) حدث في أسبوع يتقدم فيه نظام الأسد، بمساعدة روسية وإيرانية، لإعادة احتلال جنوب سورية ويستعد لعودته إلى الزاوية الجنوبية الغربية للدولة، الجولان السوري".

وأضاف هرئيل، مثلما كتب ليمور، أن "حقيقة أن الهجوم نُفذ قبل ثلاثة أيام من لقاء بوتين – نتنياهو في موسكو، يبعث رسالة بموجبها إسرائيل مصرة على الدفاع عن مصالحها ولا تخشى تحفظا روسيا أو ردا إيرانيا". ووفقا لهرئيل، فإنه لم يتم التوصل لتسوية سياسية جديدة في جنوب سورية، خلافا للتقارير التي ترددت حول تسوية كهذه.