بمشاركة همسه التايه - النجاح الإخباري -  طولكرم ـ خاص:

رغم النجاح الذي حققه المزارع نعيم شكري "45" عاما من بلدة عتيل شمال مدينة طولكرم بزراعة منتج الفراولة بإعتباره من الزراعات الحديثة بالمحافظة، إلا أنه بدأ مؤخرا بالتفكير جديا بتقليص مساحة منتج الفراولة المزروعة على ما يقارب 6دونمات والتي بدأ بزراعتها منذ العام 2010 ، وذلك بسبب الضرر الذي لحق به نتيجة غزو الفراولة الإسرائيلية للأسواق وإلحاقها الضرر بالمزارع والمنتج الفلسطيني.

و يوجد في طولكرم حوالي65 دونما مزروعة بمنتج الفراولة سواء الأرضي أو المعلق.

وأكد المزارع شكري لمراسلتنا في طولكرم على أن المعيق الوحيد الذي يتهدد زراعة الفراولة، هو السماح بإدخال المنتج الإسرائيلي لأسواقنا بدون أي قيود.

قائلا:" نفاجأ كل عام بإدخال المنتج الإسرائيلي بشكل كبير الأمر الذي إنعكس على مزارعين الفراولة، فالفراولة الإسرائيلية تغزو أسواقنا على حساب منتجنا الفلسطيني".

وشدد على أن المنتج الفلسطيني طبيعي ويخلو من المواد الكيماوية والسامة، ويتم تلقيحه من خلال خلايا النحل، في حين أن الإسرائيلي معرض لهرمونات ومواد سامة ولايتم تلقيحة بخلايا النحل، مشيرا إلى أن المواطن يستطيع التمييز ما بين الفراولة الفلسطينية والإسرائيلية من خلال الشكل والحجم.

وأضاف:" زراعتنا للفراولة معلقة وهذا مكلف للغاية، بينما الإسرائيلية أرضية وغير مكلفة، ومع ذلك تضرب منتجنا الوطني".

وأوضح أن مستقبل زراعة الفراولة قاتم، خاصة خلال العامين الماضيين، رغم أن زراعتها أثبتت أنها مجدية إقتصاديا بعدما أدخلت زراعتها لطولكرم في العام 2010  بدعم من الإغاثة الزراعية التي قدمت الأشتال ومختلف مستلزمات الإنتاج.

فراولة

وطالب وزارة الزراعة والجهات المعنية العمل بشكل جاد والعمل بإتجاه الحد من دخول الفراولة الإسرائيلية والتي أثرت على منتجنا الوطني في أسواقنا الفلسطينية.

عاهد زنابيط مدير الإغاثة الزراعية في  طولكرم أكد لـ"النجاح الاخباري" على أن مزارعي الفراولة في طولكرم تضرروا نتيجة إدخال الفراولة الإسرائيلية، والتي يتم إدخالها بطريقتين إما عن طريق التهريب أو بشكل رسمي، مشددا على أن ما يدخل للضفة من داخل إسرائيل حوالي 1200 طن منهم 10% فقط بالطريقة الرسمية.

وشدد على أن الفراولة الإسرائيلية التي تدخل للأراضي الفلسطينية هي من مخلفات بيوت التعبئة الإسرائيلية، والتي يستخدم فيها هرمونات وكيماويات مسرطنة. في وقت تخضيع  فيه لفحوصات رسمية.

وقال:" نحن بفلسطين ننتج حوالي  800ـ 900  طن بالإضافة إلى ما يدخل من غزة فهذا كله يحقق إكتفاء ذاتيا، خاصة أن حاجة السوق الفلسطيني 1350 طن". مضيفا :" أن الهدف من إنتاج الفراولة وزراعتها هو تنوع الزراعات الفلسطينية والحد من دخول منتجات إسرائيلية .

وحول الفروقات والإختلافات الواضحة والجلية والتي تؤكد على عدم  جودة المنتج الإسرائيلي وتفوق المنتج الفلسطيني، أوضح زنابيط أن الفراولة الفلسطينية تتميز بأنها عضوية بالكامل بينما الإسرائيلية مشبعة بأسمدة وهرمونات وكيماويات وهذا واضح جدا على المنتج .

وطالب بضرورة الحد من إدخال الفراولة الإسرائيلية بسبب المخاطر والأضرار التي ألقت بظلالها على المزارع الفلسطيني خاصة في ظل إرتفاع سعر الشتلة والتي تصل إلى شيكل وإرتفاع سعر البيوت البلاستيكية وشبكات الري والمصاريف الإنتاجية كافة.

وأوضح أن إدخال المنتج الإسرائيلي يزاحم الفراولة الفلسطينية وهذا من شأنه تخفيض سعر الفراولة في السوق، رغم تكبد المزارع لمصاريف مرتفعة جدا.

وأشار في الوقت ذاته  إلى أن الإغاثة الزراعية تسعى من خلال رؤيتها المستقبلية، إلى إنشاء مشاتل من أجل تخفيض سعر الشتلة لنصف شيكل لتشجيع زراعة الفراولة في فلسطين، وتشجيع المزارع على التصدير، مؤكدا أن أول نصف طن من الفراولة الفلسطينية ستصدر للخارج خلال أيام .

وشدد على ضرورة دعم زراعة وإنتاج الفراولة الفلسطينية، مطالبا وزارة الزراعة والجهات المعنية تشديد الرقابة على عمليات تهريب المنتج الإسرائيلي، وعدم إعطاء تصاريح عشوائية لإستيراد الفراولة الإسرائيلية .