منال الزعبي - النجاح الإخباري -
لا يحلو المساء إلاّ بوجود الأرجيلة،  ولا يجتمع اثنان إلّا والأرجيلة ثالثهما، منظر يسرُّ الكثيرين، خاصة الفتيات.
اليوم أصبحت الأرجيلة  موضة بل عادة دارجة كسرت ثقافة العيب، حيث لم يكن مألوفًا مشهد فتاة تدخن "الأرجيلة".


مخاطر الأرجيلة
وضّحت الأبحاث الحديثة أنَّ الأرجيلة تحمل نفس المخاطر الصحيّة للتدخين، وأنّها تعرّض مدمنها لكمٍ كبير من المواد السّامة.
حيث يتعرّض مُدخّن الأرجيلة مقارنة بدخان السّيجارة الواحدة إلى (1.7) ضعف من النّيكوتين الذي يُعتبر من أخطر المواد الإدمانية 
ولا يوجد دليل علميّ يثبت أنّ مرور دخان الأرجيلة في الماء يقلّل من سُميّة المواد الموجودة فيه، بالإضافة إلى أنّ احتراق الفحم يُشكّل مصدراً آخرَ للسّموم، خاصة الفحم الصناعي الذي يحوي نسبة من الرصاص تفسر سرعة اشتعاله،
ويثبت ذلك شعورنا بالغثيان والدوار لمجرد استنشاق الدخان المنبعث منها وقد يصل الحد إلى الاستفراغ عند البعض تحت تأثير النيكوتين الذي يتركز بالجسم ويهيّج المعدة والرئتين.
الأرجيلة التي اجتاحت مجتمعاتنا وأسواقنا وبيوتنا ومناسباتنا كظاهرة إجتماعية (برستيج ) تبعث السعادة وتبدد الهموم وتسر الخاطر على حدّ قول بعض الشباب عند سؤالهم: لماذا تحب الأرجيلة ؟ حتى  إنَّ وجودك في مقهى بدون أرجيلة غدا مثار للاستغراب والاستهجان. 

 

تفحُّم الرئة بسبب الأرجيلة   "النجاح الإخباري"


مظهر خدّاع
مروجو الأرجيلة اعتمدوا سياسة جذب الأنظار من خلال تزيين الأرجيلة والمبالغة في طرق تقديمها، واقناع العقل الباطن بفائدتها فقدموها مزينة بالفاكهة الطازجة، المنكهات التي يعتقد البعض أنَّها فواكه مجففة مفيدة ما هي إلا غلاف مغري لكل المواد السامة  ذات التأثير التراكمي الخطير على الجسم، خاصة على غير المدخنين لا سيما الأطفال والحوامل، إنّ النكهات التي يضعونها على الأرجيلة، والتي يخدعونك بها، منها ما هي إلّا عطور ترشّ على موادّ كيماويّة، وليست أعشاباً كما يظنّ الكثير.. وقد يفوتك أنّ بعض المقاهي يضع موادّ مخدرة وأنت لاتدري! فتدمن على محلٍّ دون غيره سعيًا وراء مذاق الأرجيلة!.


 هناك دراسة أمريكية تثبت أنَّ بعض الولادات المبكرة وضعف النمو الأجنَّة سببه تدخين الأرجيلة مباشرة أو التدخين الثانوي، وأفادت دراسات  أنَّ الأمهات المدخنات للأرجيلة سبب رئيس في ولادة أطفال يعانون من الربو أو الموت المفاجيء لحديثي الولادة.

.


أثرها على الأطفال
ما من مصيبة بحق الإنسان أكبر من أن يُولد لعائلةٍ جاهلة، فمن عادة الأطفال تقليد الكبار خاصة بالأمور الممنوعة والتي تغدو مرغوبة بشدّة، كالأرجيلة التي يدخنها الصغار ويضحك الكبار فرحين بهم.
أجواء المطاعم "العائلية " المليئة بالأطفال هي أماكن بدون أوكسجين،  اللامدخن  يشعر بالاختناق ويضطر إلى الخروج بضع دقائق لملئ رئتيه بالأوكسجين.

وبما أنّها أصبحت موضة العصر، يتنافس في سبيلها المتنافسون في أشكالها، وأحجامها  وطرق تقديمها، واصطحابها في كل مكان حتى في السيارة، و ابتكار مصطلحات تخصّها مثل" أرجيلة تايم"، ورواج هائل للأرجيلة على مواقع التواصل الجتماعي كالفيس بوك وسناب شات والانتسغرام وغيره، بل في اختراع طاولات تلائم جلسات الأرجيلة.

 
تشير بعض المصادر إلى أن الشيشة ظهرت أولا في شمال غرب الهند بعد وصول التبغ إلى تلك المنطقة.  حيث طوَّر طبيب يعرف بحكيم أبي الفتح الجيلاني وكان يعمل في البلاط السلطاني نظامًا لمرور الدخان على إناء من الماء لتنقيته وتبريده حوالي العام (1588م). وأصبح تدخين الشيشة في ذلك الوقت عادة النخب الحاكمة في شمال الهند.  وانتشرت الظاهرة بعد ذلك غربًا وأصبحت عادة متأصلة في تركيا وبعض الدول العربية ومنها انتقلت إلى الغرب مع الهجرات العربية إلى أوروبا وأمريكا.

تبقى الأرجيلة عادة سيئة تسبب الإدمان وتفسد الصحة وتستنزف الوقت حيث تغري الشباب بالجلسات وإضاعة الوقت الذي يمكن أن نحدث تغييرًا إذا استثمرناه بما هو مفيد.