نهاد الطويل - النجاح الإخباري - بدا واضحاً أن القيادة الفلسطينية ليس في عجلة من أمرها للعودة الى طاولة المفاوضات في ظل التعنت الاسرائيلي والضرب بعرض الحائط كل المبادرات، مما يطرح سؤالاً أساسيا عما اذا وصلت القيادة الى اقتناع ما بأن الظروف المواتية للتسوية لم تنضج بعد، ما حدا بها مجددًا خطوات ذات سقوف سياسية عالية يقف على رأسها قطع الاتصالات ووقف التنسيق والتحذير من الإنفجار الكبير في حال واصلت اسرائيل سياساتها وأولها الاستيطان.

مسلسل الزيارات والاتصالات ..

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة برام الله، اليوم الخميس، الوفد الأمريكي الخاص بتحريك عملية السلام.

وقال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي لاذاعة صوت فلسطين إنه يتوقع من الوفد الأمريكي أن يحمل معه ردودا على الأسئلة التي وجهها الرئيس ابو مازلن حيال الموقف من حل الدولتين وإمكانية إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 وحول الاستيطان، وحول ان كان هناك فرصة تاريخية للاستمرار في عملية تسمح بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي أم أن كل هذه الزيارات مضيعة للوقت.

ويضم الوفد، المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون جرينبلات، وجاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، ودينا باول نائب مستشار الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية.

وفي هذا الصدد يؤكد نبيل شعث مستشار الرئيس للشؤون الخارجية أن الجمود المستمر في عملية السلام بسبب المواقف الاسرائيلية المعيقة لا يعني أن القيادة لن تستمر في المضي باقتناص أي فرصة يمكن توافرها لتعزيز الموقف الوطني وموقف الداعمين العرب للقضية الفلسطينية.

وقال شعث في تصريح مقتضب لـ"النجاح الإخباري" أن الإجتماعات والمشاورات المكثفة التي شهدتها الساحة الوطنية في الأونة الأخيرة تأتي في إطار مواصلة الاستعداد والنفير السياسي في ظل التحولات غير المنتهية في المنطقة والمحاور غير واضحة المعالم.

وفي خطوة تحمل دلالات كثيرة في التوقيت اجرى الملك الاردني عبدالله الثاني مع الرئيس محمود عباس اتصالات هاتفيا حول الأوضاع السياسية العامة، خاصة على ضوء جولة الوفد الأميركي للمنطقة والتأكيد على الأسس التي تم الاتفاق عليها خلال القمة العربية المؤخرة  في منطقة البحر الميت ،بحسب وكالة الانباء الرسمية "وفا".

ولم يغلق هاتف العاهل الأردني حتى تلقى الرئيس عباس، الليلة الماضية، اتصالا اخرا من ولي عهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، حيث أطلعه على نتائج لقاءاته مع الوفد الأميركي الخاص بعملية السلام .

الاتصالات جاءت قبل ساعات من وصول وفد ترامب الى فلسطين في جولة جديدة يصفها المراقبون بالمهمّة ربطاً بالتطوّرات التي سبقت وتلت احتجاجات البوابات الإلكترونية في الأقصى وما رافقها من قرار فلسطيني بوقف كل الاتصالات مع اسرائيل.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الأردني نبيل عمرو أن استمرار مسلسل الاتصالات الوازنة وزيارة الوفد الأمريكي يدخل المراقبين في كل مرة في مدار التكهّنات،ويضعهم في قلب السيناريوهات والتحليلات.

وقال عمرو في حديث لـ"النجاح الإخباري" من الأردن قد نشهد نقلة نوعية على ابواب انتقال من مرحلة الجمود تدريجياً تبدأ ببناء الثقة عبر إعادة الاتصالات مع الاحتلال الى الترتيب السياسي.

ويستدرك عمرو مضيفا: " قد لا تكون هذه الجولة نهاية المطاف لكسر الجليد رغم أنها تأتي عقب زيارة تاريخة أجراها الملك عبدالله الثاني لرام الله قبل نحو أسبوعين."

وثمة من يرى بأن القراءات المتعددة الاتجاهات في هذا التوقيت الحرج لا تزال سارية المفاعيل، في وقت لم يطرأ أي تغييرات جوهرية بما يفضي إلى نتائج جديدة قادرة على رسم مسار مختلف أو نهائي لجهة الدخول في مفاوضات جادة مع الاحتلال تفضي في النهاية الى تحقيق المطالب الفلسطينية المشروعة.

تسريبات ..

وسرت عشية زيارة رأس الدوبلوماسية الأمريكية للمنطقة معلومات تفيد بأن الوفد الرفيع قد يحمل رسائل تتعلق بضمانات للرئيس عباس، من الرئيس دونالد ترامب.

وكانت مصادر قيادية مسؤولة أكدت في وقت سابق لـ"النجاح الإخباري" أن القيادة ليست متفائلة من الزيارة المرتقبة للوفد الأمريكي للمقاطعة برام الله،وهو مرده وفقا لمراقبين الى الى خيبة أمل القيادة من سلوك الأمريكيين حتى الآن إذا كانوا معنيين بالعودة للقيام بدور وسيط نزيه.

في النهاية يبدو أن الاهتمام المحلي سيتوزّع  خلال الأيام القادمة بين رام الله ولقاء الرئيس عباس بأردوغان في الثامن والعشرين من الشهر الجاري ناهيك عن خطابه المرتقب في الجمعية العام للأمم المتحدة، وهو ما سيجعل الشهر الطالع شهرا مفصليا سياسيا ودبلوماسيا، بامتياز.