نابلس - النجاح الإخباري - في سيناريو فوز كامالا هاريس بالرئاسة بدلاً من دونالد ترامب، كان من المحتمل أن تشهد السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تغيرات كثيرة.
فيما يلي تحليل لجوانب هذه السياسة في هذا السياق:
1. إعادة التوازن الدبلوماسي
نهج أكثر اعتدالاً:
بينما اتبعت إدارة ترامب سياسات تُظهر دعمًا مطلقًا لإسرائيل، ربما كانت إدارة هاريس ستسعى إلى إعادة النظر في هذا النهج. كان بالإمكان أن تُظهر الإدارة اهتمامًا أكبر بمتطلبات السلام والاستقرار في المنطقة من خلال محاولة إيجاد توازن بين دعم حليف الولايات المتحدة التقليدي وبين تعزيز العملية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
تفعيل الدبلوماسية:
من المحتمل أن تُعيد هاريس فتح قنوات دبلوماسية كانت قد أغلقها أو أُهملت في فترات الإدارة السابقة، مما يسمح بتواصل أوسع مع الأطراف المعنية في الصراع، سواء كان ذلك من خلال وساطات دولية أو مبادرات إقليمية.
2. دعم حل الدولتين
تأكيد الالتزام بحل الدولتين:
كان من الممكن أن تتبنى إدارة هاريس موقفًا واضحًا يدعم حل الدولتين كإطار لتحقيق سلام دائم. هذا النهج كان سيشمل تشجيع الحوار المباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع تقديم ضمانات للمجتمع الدولي للمساعدة في تسهيل الاتفاقات اللازمة.
دور الولايات المتحدة كوسيط:
من خلال تبني هذا النهج، كان بالإمكان أن تعود الولايات المتحدة إلى دور الوساطة التقليدي، مما يسمح لها بالاستفادة من علاقاتها الدولية لتقديم دعم ملموس لعملية التفاوض والإصلاحات السياسية والاقتصادية في المنطقة.
3. الموقف من سياسات المستوطنات
انتقاد التوسع الاستيطاني:
في ظل إدارة ترامب، تم دعم وتيرة التوسع في المستوطنات الإسرائيلية التي اعتُبرت من قبل كثير من المجتمع الدولي كعائق أمام تحقيق سلام دائم. من المرجح أن يكون موقف إدارة هاريس أكثر انتقادًا لهذه السياسات، معتبرةً أن التوسع الاستيطاني يعيق جهود الوصول إلى حل الدولتين ويزيد من توتر العلاقات مع الفلسطينيين.
دعم المبادرات الدولية:
ربما كانت هاريس ستعمل جنبًا إلى جنب مع شركاء دوليين للضغط على إسرائيل لتجميد أو تقليص نشاط المستوطنات، مما يسهم في خلق مناخ أكثر ملاءمة للمفاوضات.
4. المساعدات والتعاون الأمني والاقتصادي
استمرار الدعم لإسرائيل مع موازنة الدعم للفلسطينيين:
رغم أن العلاقات الأمريكية مع إسرائيل كانت وستظل قوية بسبب الأهمية الاستراتيجية والسياسية، كان من الممكن أن تسعى إدارة هاريس إلى تحقيق توازن من خلال توجيه بعض الموارد للمبادرات التي تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية.
التعاون الإقليمي والدولي:
يمكن تصور أن تسعى الإدارة إلى تكثيف التعاون مع الحلفاء التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي والدول العربية لتشكيل جبهة دولية تدعم وقف التصعيد وتعزز من فرص الحوار والتفاوض بين الطرفين.
5. تعزيز جهود السلام والاستقرار في المنطقة
دعم المبادرات السلمية:
كان من الممكن أن تعيد إدارة هاريس تنشيط المبادرات السلمية التي تعزز التواصل بين المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي، سواء من خلال دعم برامج التبادل الثقافي والتعليمي أو من خلال المشاركة في مبادرات إقليمية تهدف إلى بناء الثقة بين الأطراف.
التركيز على الحقوق الإنسانية:
في هذا السياق، ربما تُولي الإدارة اهتمامًا متزايدًا للحقوق الإنسانية والأبعاد القانونية للصراع، مما يسهم في وضع أسس جديدة لحوار بناء يأخذ بعين الاعتبار مطالب الفلسطينيين في تحقيق دولة مستقلة تضمن لهم الحقوق الأساسية.
خلاصة
إذا تولت كامالا هاريس الرئاسة، كان بالإمكان أن تتجه السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قضية إسرائيل وفلسطين إلى نهج أكثر توازنًا يعتمد على دعم حل الدولتين، واعتبار قضايا المستوطنات عائقًا أمام السلام، وتفعيل الدبلوماسية متعددة الأطراف. هذا التوجه كان يمكن أن يُعيد للولايات المتحدة دورها كوسيط فاعل في مساعي السلام بالمنطقة، مع الاستمرار في الحفاظ على علاقة استراتيجية مع إسرائيل وتقديم دعم ضمني للفلسطينيين عبر مبادرات تنموية وإنسانية. بالطبع، يبقى نجاح هذه الجهود معتمدًا على تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، إضافة إلى القدرة على تجاوز الاختلافات العميقة بين الأطراف المعنية بالصراع.