النجاح الإخباري - تناولت صحيفة هارتس القمة السياسية التي عُقدت في الدوحة بمشاركة وزراء خارجية السعودية، الإمارات، مصر، الأردن، والسلطة الفلسطينية، لبحث الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر.

الضغط الأميركي يحسم الموقف العربي

وأوردت المصادر المطلعة على القمة، بحسب الصحيفة، أن البيان النهائي لم يتضمن خطوات عملية ضد إسرائيل بسبب الضغط الأميركي، رغم الإدانة الشديدة للهجوم. وجاء في التقرير أن مسودة البيان رفضت تبرير الهجوم، وحذّرت من تقويض جهود التطبيع في المنطقة، فيما وصف أمير قطر الهجوم بأنه "إرهاب دولة" يهدد السلام الإقليمي، معربًا عن استياءه من عجز المجتمع الدولي عن التصدي للأزمات. وأكدت القمة دعمها لجهود التهدئة ومعارضتها فرض واقع جديد أو تهجير الفلسطينيين، في خطوة اعتبرها محللون اختبارًا لمكانة قطر الدبلوماسية، لكنها لا تُتوقع منها خطوات ملموسة تجاه الولايات المتحدة، رغم السعي لوقف الحرب في غزة.

الاستعدادات الإسرائيلية وتداعياتها

وفي تقرير منفصل، أشارت صحيفة يسرائيل هيوم إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تُقدّر أن احتلال مدينة غزة سيستغرق نحو شهرين إلى ثلاثة، مع فترة لاحقة لتطهير المناطق المستهدفة. وأضاف التقرير أن الجيش يستعد ببطء، مستخدمًا نيرانًا كثيفة لتقليل الخسائر البشرية، على الرغم من بقاء نحو 100–300 ألف مدني داخل المدينة. وأوضح التقرير أن صفقة الأسرى لم تحقق تقدمًا بعد محاولة اغتيال قادة حماس في قطر، فيما يتم تعزيز القوات في الضفة الغربية تحسبًا لتصاعد التوتر.

كما ذكر التقرير أن قسم التأهيل في وزارة الأمن يعالج أكثر من 20 ألف جريح منذ أكتوبر 2023، مع توقع وصول العدد إلى 100 ألف حتى عام 2028، إضافة إلى تشكيل لجنة وطنية لتحسين تأهيل المصابين نفسيًا وجسديًا.

أما صحيفة هارتس فقد نقلت عن ينيف كوفوفيتش أن الجيش الإسرائيلي يدرس بدء مناورة برية في مدينة غزة، رغم أن 75% من السكان لم يغادروا المدينة بعد، متوقعًا أن بداية الهجوم ستدفع الغالبية للنزوح. وأضاف التقرير أن الجيش عزّز المستشفيات وأدخل الوقود وأنشأ مستشفيات ميدانية، وافتتح خط مياه من مصر لتحسين البنى التحتية الحيوية.

كما جرى توزيع أكثر من 14 ألف خيمة جنوب القطاع، مع توقع وصول المزيد، فيما كثف الجيش الغارات خاصة في منطقة تل الهوا، مستهدفًا الجامعة الإسلامية وأبراجًا استخدمتها حماس. ورغم الانتقادات الأمنية بشأن جدوى احتلال المدينة، يواصل الجيش التحضيرات الميدانية وسط محاولات لحشد الدعم الدولي واستيعاب التداعيات الإنسانية.

وجاء في التقرير أن التطورات العسكرية والسياسية تعكس توازنًا هشًا بين الضغوط الدولية والتهديدات الأمنية، مع بقاء المفاوضات والجهود الدبلوماسية في المنطقة أمام تحديات كبيرة، في ظل احتمال توسع النزاع وتعقيد الأوضاع الإنسانية.