النجاح الإخباري - يواصل الاحتلال الإسرائيلي مساعيه لطمس الهوية الفلسطينية وتقويض أي أمل في إقامة دولة فلسطينية متصلة، مستغلاً الانشغال الدولي بالملفات الإقليمية الأخرى والحرب الدائرة في غزة، وساعيًا لتكريس واقع سيطرته على الأرض الفلسطينية.

بعد أكثر من عشرين عامًا من تعثر خطط البناء في منطقة E1 نتيجة الضغوط الدولية والاعتراضات الفلسطينية، تتفاقم اليوم رغبة الحكومة الإسرائيلية في استئناف المشروع بشكل مباشر، على الرغم من الانتقادات الدولية المتكررة التي اعتبرت أي خطوة في هذا الموقع ضربة قاتلة لفكرة الدولة الفلسطينية.

في هذا السياق، وفي قراءة للصحافة العبرية نجد أنه تصدرها إعلان وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي والوزير في "وزارة الجيش"، بتسلئيل سموتريتش، المصادقة على خطة البناء في منطقة E1 بمستوطنة معاليه أدوميم، والتي تشمل 3,401 وحدة سكنية جديدة، إضافة إلى توسيع حي "عصفور الصحراء" بـ3,515 وحدة أخرى، ليصل إجمالي الوحدات المخططة إلى 6,916 وحدة، وفق ما نقلت صحيفتا واينت ومعاريف الإسرائيليتان.

تربط هذه الخطة بين معاليه أدوميم والقدس، وتقطع التواصل الجغرافي العربي بين رام الله وبيت لحم، ما وصفته منظمة سلام الآن بأنه "المسمار الأخير في نعش فكرة الدولة الفلسطينية". ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع الاستراتيجي يجعل إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا وعاصمتها القدس الشرقية شبه مستحيلة.

وفي مؤتمر صحفي قرب مركز شرطة لواء الضفة في معاليه أدوميم، وصف بتسلئيل سموتريتش المصادقة على الخطة بأنها استمرار خطة فرض السيادة بحكم الواقع، قائلاً: "بعد عشرات السنوات من الضغوط الدولية والتجميد، نحن نكسر المسلّمات ونربط معاليه أدوميم بالقدس. هذه هي الصهيونية في أبهى صورها – بناء، واستيطان، وتعزيز سيادتنا على أرض إسرائيل" (واينت).

رئيس مجلس "ييشع" ورئيس مجلس بنيامين الإقليمي، يسرائيل غانتس، اعتبر الخطوة إنجازًا تاريخيًا للاستيطان وتمهيدًا لفرض السيادة، مشيدًا بالخطوة باعتبارها "ثورة حقيقية في تعزيز الاستيطان" (معاريف).

كما وصف رئيس بلدية معاليه أدوميم، غاي يفراح، المصادقة بأنها "بشارة مهمة بعد أكثر من 30 عامًا من الانتظار، تربط معاليه أدوميم بالقدس وتمنع أي محاولات فلسطينية لفرض طوق خنق. نحن نبني من أجل شبابنا، نخبة البلاد، ليبنوا منازلهم في مدينتهم التي وُلدوا فيها" (واينت).

ويأتي الإعلان عن خطة E1 في ظل الإبادة المستمرة في غزة ومساعي التهجير والتدمير في الضفة الغربية، لتشكل رسالة قوية مفادها أن الاستيطان وفرض السيادة الإسرائيلية مستمران، وأن أي أمل بالدولة الفلسطينية يُقوّض على الأرض بشكل متواصل.

في ظل هذه المعطيات، يتضح أن سياسة الاحتلال تهدف إلى دفن مشروع الدولة الفلسطينية بالكامل، وتأكيد سيادته الكاملة على الضفة الغربية، بينما يعاني الفلسطينيون من أزمات مفتوحة على كل الأصعدة، من الحصار والحرب إلى تهجير السكان وحرمانهم من أرضهم وحقوقهم التاريخية.