النجاح الإخباري - أوضح مدير وحدة الزلازل في جامعة النجاح د. رضوان الكيلاني أسباب الهزة الأرضية التي ضربت فلسطين بالأمس في ظل النكبة التي أحدثها الزلزال الهائل في تركيا وسوريا.

وقال الكيلاني في لقائه عبر إذاعة صوت النجاح صباح اليوم الأربعاء : "إنَّ مرصد الزلازل الفلسطيني التابع لجامعة النجاح يتابع الحدث منذ اللحظة الأولى لزلزال تركيا، ويسجل الزلازل في منطقة إنهدام البحر الميت بشكل مستمر، كونها منطقة نشطة.

وأضاف أنَّ محطات الرصد الزلزالي في جامعة النجاح رصدت ليلة أمس هزة بقوة 3.7 درجات على مقياس ريختر الساعة 11:15 بتوقيت القدس، بعمق حوالي 10 كم في باطن الأرض وبؤرة زلزالية تقع حوالي 10 كم جنوب شرق مدينة نابلس، تقريبًا في بلدة قصرة، وأوضح أنَّ وقوع زلازل وهزات متقاربة في مناطق مختلفة لا علاقة لها ببعضها البعض، مؤكّدًا أنَّ المعلومات التي رصدت تشير إلى  نشاط اعتيادي لا نشاط ضمن صدوع البحر الميت.

وأضاف كيلاني أنّه رغم إمكانية أن يحدث الزلزال إرتدادات في منطقتنا؛ لأن ما حصل في تركيا هو نشاط على صدع شرق صفيحة الأناضول الذي يبلغ طوله 530 كم، والذي  تحرك حركة تصادمية نتيجة اصطدام الصفيحة العرضية التي يقع على امتدادها البحر الميت بطول حوالي 1100كم، وكان هو المسبب لصدع صفيحة الأناضول بحدود 100كم، ما أدى إلى حدوث هذا الزلزال الكبير والعنيف في تركيا وسوريا.

وقال: "إنَّ الحديث الآن يدور عن زلازل وهزات ارتدادية، والأصل أن تكون حول بؤرة الزلزل الذي حدث في تركيا، وقد وقعت فعلا حيث رصدنا قرابة 320 هزة ارتدادية، رسمت لها الخرائط والرسوم البيانية من حيث العمق والتوزيع، جميعها موزعة حول الشق الشرقي لصفيحة الأناضول".

ولفت إلى أنَّ الهزة التي شهدناها أمس في فلسطين هي هزة طبيعية متعلقة بصدوع شرق غرب حفرة الانهدام، وهي نشطة باستمرار دون جزم علاقتها بزلزال تركيا، إلا أنَّ كونه زلزالًا عنيفًا، قد يكون حفَّز هذا الصدع في الجزء الشمالي من البحر الميت المصطدم بصفيحة الأناضول، وهو أمر معقد جيولوجيا،  ماأثار هذه الهزات.

وحول إزاحة الزلزال باتجاه الغرب نوّه إلى أنَّ هذا يعود إلى طبيعة صفيحة الأناضول، والتي  عند اصطدامها بالصفيحة العرضية الممتدة من خليج عدن جنوبا والمقدرة بحوالى 3800 كم،  من الطبيعي أن تلف دورانيًّا عكس عقرب الساعة باتجاه الغرب وتصطدم بصفيحة أوروآسيا.

وفيما يخصّ الخطوات الاحترازية التي يمكن اتّخذاها في حال وقوع هزات أعنف أو زلزال في فلسطين لا قدّر الله قال: " العمل الآن، أن يتم اجتماع لجان الطوارئ في المنطقة أجمع؛ كوننا جزء من المنظومة الصدعية" ، لافتًا إلى مقولة الأكثر احتمالًا والأكثر حدة، مع التركيز على حدية هذه الكوارث من خلال إيقاف شدة المخاطر المحتملة، وأن نتجه لمعالجة المباني القائمة من فئة المدارس والمستشفيات، ثم إدارة الكوارث المتبقية من خلال تحديد لجان طوارئ تتعامل مع الكوارث بما يشمل توفير الإيواء وسيارات الإسعاف، ولا ننسى أننا تحت احتلال وهو ما يحد من إمكاناتنا فلا مطارات لاستقبال المساعدات والنجدات، وهو ما يتطلب بناء قدراتنا مجتمعيا من خلال لجان إسناد طوارئ،  وتدارك نقاط الضعف، واستغلال نقاط القوة الكامنة.

وأوضح كيلاني الاستعدادات بقوله: "خلال سنة وشهرين، أنجزنا عملا ضخما من خلال المركز الوطني لإدارة مخاطر الكوارث، حيث  تم إنتاج خرائط الأخطار المختلفة وما ينتج عنها، وتم تحديد حجم الخسائر المحتملة في كل تجمع فلسطيني، جهد هائل تم بذله لعدة سيناريوهات لزلازل وفيضانات وثلوج، وأمور أخرى، كما تم عمل دليل لتطوير المدن ورفع قدرتها على الصمود، وتدريب عشرين بلدية كيف تستخدم الدليل وتنشئ خطتها الخاصة، وتم تدريب كوادر المركز الوطني، وكوادر الفريق الفني من جميع المؤسسات والوزارات لتفهم هذه المنظومة الشاملة المتكاملة، وتم عمل دليل لتصميم المنشئآت المهمة والمستشفيات والمدارس ومعالجة القائم منها، في خطة استراتيجية ممنهجة  ضمن مشروع عن طريق البنك الدولي وصندوق تطوير وإقراض البلديات، ولا يمكن تحقيق مخرجاته إلا ضمن إدارة سياسية".

وتوقع أنَّ الزلزال الذي حصل بقوة كبيرة في تركيا وسوريا تعدت 7.8 على مقياس ريختر، وهو من الزلازل الكبيرة التي لا تتعدى العشرين على مستوى العالم، لا بد أن تتبعه هزات ارتدادية قوية وتمتد على فترات متباعدة، إذ قد يكون محفزًا لحركة صدوع مصاحبة لحركة الصدع البحر الميت الرئيسي في الصفيحة العرضية التي أدت لحدوث الزلزال، ما يعني إمكانية حدوث نشاط زلزالي فوق الاعتيادي في مناطقنا لكن تبقى من النوع الخفيف إلى المتوسط.