وكالات - النجاح الإخباري - أعلن وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي وعضو "وزارة الجيش"، بتسلئيل سموتريتش، يوم الأربعاء، بدء بناء 3,401 وحدة سكنية جديدة في منطقة E1 شرق القدس، في خطوة تعتبرها معظم الأطراف الدولية تهديدًا مباشرًا لإمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.
وتعد منطقة E1، التي تربط بين رام الله وبيت لحم، منذ سنوات نقطة خلاف حساسة على المستوى الدولي، إذ اعتُبرت سابقًا "ضربة قاتلة" للدولة الفلسطينية المستقبلية، لأنها تمنع إنشاء البنية التحتية الحيوية اللازمة لربط الضفة الغربية.
وفي مؤتمر صحفي بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم، أوضح سموتريتش أن الخطة تأتي ردًا على نية دول عديدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه هدفه هو ألا يبقى "أي شيء على الأرض يمكن الاعتراف به". وأضاف أنه سيتجه جزئيًا لتوسيع المستوطنات القائمة بدلًا من إقامة مستوطنات جديدة، لتعطيل فكرة الدولة الفلسطينية ومنع تواصلها الجغرافي.
كما تشمل الخطة توسيع مستوطنة معاليه أدوميم، وتوسيع البؤر الزراعية الاستيطانية، وتغيير أولويات تطبيق القانون لإزالة الأبنية الفلسطينية أولًا، وشرعنة أراضٍ لصالح المستوطنين.
ردود الفعل الدولية
أدان الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الخطوة بشدة واعتبراها انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا لحل الدولتين.
حذرت بريطانيا من أن المشروع "سيقسم الدولة الفلسطينية المستقبلية إلى قسمين"، فيما اعتبرت تركيا الخطة تجاهلًا للقانون الدولي ويهدف للإضرار بوحدة الأراضي الفلسطينية، وطلبت ألمانيا من إسرائيل وقف البناء فورًا.
الموقف الأمريكي
على خلاف الإدارات السابقة، لم تصدر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي إدانة مباشرة، بل أبدت دعمًا ضمنيًا، معتبرة أن "ضفة غربية مستقرة تحافظ على أمن إسرائيل، وهذا يتماشى مع هدف الإدارة لتحقيق السلام في المنطقة"، وفق متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
الموقف الفلسطيني
وصفت حركة فتح القرار بأنه "تصعيد خطير" يعيق قيام الدولة الفلسطينية ويعزل القدس عن محيطها، ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للتحرك الفوري. أما حركة حماس، فقد اعتبرت الخطوة جزءًا من خطة لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين وقطع التواصل الجغرافي.
رد فعل المستوطنين
رحب قادة المستوطنين بالقرار، ودعا "مجلس يشع" الاستيطاني الحكومة إلى استغلال الفرصة وفرض السيادة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية، فيما وقع 19 من رؤساء التجمعات الاستيطانية رسالة اتهموا فيها الحكومة بـ"التردد" الذي يشجع المبادرات الدولية لإقامة دولة فلسطينية.