وكالات - النجاح الإخباري - كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن حالة من الارتباك والضبابية تعيشها المستويات السياسية والأمنية في دولة الاحتلال بشأن إمكانية اتخاذ قرار باجتياح شامل لقطاع غزة، معتبرةً أن مثل هذا القرار ـ إن اتُخذ ـ "سيسقط على مذبح الواقع" في اختبار التنفيذ، في ظل غياب الخطط الواضحة، واتساع فجوة الثقة بين الحكومة والمجتمع.
وأشارت الصحيفة إلى أن المستوى السياسي في "إسرائيل" قد يلجأ إلى تبنّي صيغة مخففة من القرار، تضمن بقاء الأمور على حالها دون تغيير حقيقي، أو ربما يتم اتخاذ القرار شكليًا فقط، مع تحميل مسؤولية الفشل لاحقًا لأطراف خارجية مثل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أو المجتمع الدولي، أو حتى لرئيس الأركان الإسرائيلي الذي تم تعيينه من قبل القيادة ذاتها.
وتساءلت الصحيفة في تقريرها: "ما الذي سنخسره مقابل هذا القرار؟ وكم عدد الجنود والأسرى الذين سيُقتلون؟ وكم سيتسع الشرخ بين المجتمع والحكومة؟ وكيف سنتعافى من ذلك؟"، مؤكدة أن المعركة الجارية تحوّلت إلى حدث فاقد للاتجاه والتخطيط، وأن نهايتها ستكون نكسة حتمية ستحاول "إسرائيل" تسويقها على أنها انتصار.
واعتبرت الصحيفة أن من ينادي باحتلال القطاع والسيطرة على أكثر من مليوني فلسطيني، عليه أولًا أن يقدم خططًا مفصلة تحدد آليات التنفيذ، والمدة الزمنية المتوقعة: "هل هي شهر؟ سنة؟ أم ثلاثون سنة؟"، مضيفةً أن "لا خطة قائمة حاليًا لتحقيق ذلك".
وفي انتقاد حاد للمؤسسة السياسية والعسكرية، وصفت الصحيفة القرار المحتمل باجتياح غزة بعد مرور عامين على الحرب بـ"السخيف"، مؤكدةً أن الإخفاق المستمر في إدارة المعركة يوجب فتح تحقيق معمق. كما أشارت إلى أن المسّ بحياة الأسرى المحتجزين في غزة بات يُناقش كخيار واقعي على طاولة صنّاع القرار السياسي للمرة الأولى منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن ما يجري داخل مؤسسات الاحتلال يعكس أزمة حقيقية في الرؤية والتخطيط، مما يُنذر بتداعيات خطيرة قد تمتد لعقود.