وكالات - النجاح الإخباري - صرّح مسؤول عسكري إسرائيلي، الأربعاء، أن الهجمات التي تشنّها إسرائيل ضد إيران أخّرت قدرات طهران على إنتاج سلاح نووي فعّال لبضعة أشهر فقط، مشيرًا إلى أن الضربات الأخيرة لم تُحدث ضررًا جوهريًا في البرنامج النووي الإيراني.
وحسب ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ 13 يونيو/ حزيران سلسلة ضربات طالت منشآت نووية وعسكرية ومرافق طاقة في أنحاء مختلفة من إيران، وأسفرت عن مقتل أكثر من 10 من كبار العلماء النوويين، إلى جانب استهداف مواقع مرتبطة بالقيادة العسكرية الإيرانية.
ورغم اتساع الهجمات، اتفق قادة عسكريون إسرائيليون وخبراء دوليون، وفق الصحيفة ذاتها، على أن "التفوق العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي لم يلحق ضررًا حرجًا بالبرنامج النووي الإيراني".
قلق من التسريع النووي الإيراني
وأشارت الغارديان إلى أن تلك الهجمات قد تدفع طهران إلى تسريع جهودها للحصول على قنبلة نووية، خاصة في حال انتهى الصراع الحالي دون تدمير كامل للبرنامج النووي أو التوصّل إلى اتفاق ملزم يتضمن رقابة مشددة وصلاحيات تفتيش واسعة.
في هذا السياق، قالت سيما شاين، الخبيرة في الشأن الإيراني والرئيسة السابقة لقسم الأبحاث في جهاز الموساد الإسرائيلي، إن "انهيار وكلاء إيران في المنطقة أدى إلى تركيز الجهد على البرنامج النووي"، مضيفةً: "إذا انتهت الحرب دون تدمير البرنامج، فقد تسعى إيران لامتلاك السلاح النووي".
أما مسؤول عسكري غربي نقلت عنه الصحيفة، فاعتبر أن "الهجمات، وإن بدت استباقية، إلا أنها قد تدفع إيران لتسريع مساعيها نحو امتلاك السلاح النووي، إذا احتفظت بقدرتها على تطوير البرنامج".
رؤية استخباراتية أميركية وتحذيرات إسرائيلية
وبحسب شبكة سي إن إن، نقلًا عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية، فإن إيران "لم تكن تسعى بنشاط لإنتاج قنبلة، وكانت على بعد نحو ثلاث سنوات من القدرة على إيصال سلاح نووي".
من جهته، حذّر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، من أن بلاده "غير قادرة بمفردها على تفكيك البرنامج النووي الإيراني"، مؤكدًا أن "الوسائل العسكرية لا تكفي، وأن المطلوب هو خلق ظروف ملائمة لاتفاق طويل الأمد برعاية أميركية، يهدف إلى منع البرنامج النووي بالكامل".
فيما أشار أليكس غرينبرغ، الباحث السابق في شؤون إيران بجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إلى أن "قصف المواقع النووية ليس حلاً كافيًا"، معتبرًا أن "حتى المنشآت المحصّنة مثل فوردو لا يمكن تدميرها جوًا، لكن توجد وسائل أخرى".
وفي السياق ذاته، لفت ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في إسرائيل، إلى مشكلة استراتيجية، مؤكدًا أن "أي توقف في الضربات يسمح لإيران بإعادة البناء، ما قد يستدعي شن هجمات جديدة لاحقًا".