النجاح الإخباري - رُقِّي ضابط في جيش الاحتلال، كان جنود قد أدلوا بشهادات ضده تفيد بأنه أمر بإطلاق النار على فلسطينيين رفعوا راية بيضاء، وتم تعيينه قائدًا لكتيبة مشاة تقاتل في قطاع غزة. ذلك رغم أن الشرطة العسكرية لم تحسم بعد ما إذا كانت ستفتح تحقيقًا رسميًا ضده.

جاء ذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس"، مساء الأربعاء، وأشارت إلى أن "الحادثة وقعت في تشرين الثاني/ يناير الماضي، حين حاول فلسطينيان عبور محور "نيتساريم" من جهة وادي غزة قرب النصيرات شمالًا، باتجاه مدينة غزة وهما يرفعان راية بيضاء ويشيران بأيديهما.

ونقلت "هآرتس" عن جنديين ممن تواجدوا في غرفة العمليات وسمعوا ما دار عبر أجهزة الاتصال، أفادوا بأن الضابط الذي كان حينها نائب قائد الكتيبة، أصدر أمرًا مباشرًا بإطلاق النار على الفلسطينيين بهدف قتلهم، رغم توثيق رفعهم راية بيضاء بواسطة مسيرة للاحتلال.

وبحسب الشهادات، تدخّل ضابط آخر مطالبًا بوقف تنفيذ الأمر، لكن نائب قائد الكتيبة ردّ عليه بالقول: "لا أعرف ما هي الراية البيضاء، أطلقوا النار بهدف القتل". وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الجنود عارضوا تعليمات الضابط، لاعتقادهم أن الفلسطينيين لا يشكّلان خطرًا، ولاحتمال أنهما قد يكونان من الرهائن.

وقال أحد الجنود إن الضابط الذي رفض التعليمات قال إنه في حال شكّلا خطرًا على القوة، يمكن استهدافهما بواسطة الطائرة المسيّرة التي كانت تراقبهما. لكن نائب قائد الكتيبة أصرّ مجددًا على إطلاق النار باستخدام الطائرة، وبحسب الصحيفة، "التعليمات لم تُنفذ في النهاية".

ورغم مرور عدة أشهر على الكشف عن الحادثة لأول مرة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في مقال رأي لجندي في "هآرتس"، فإن الضابط، برتبة رائد في الاحتياط، لم يُستدعَ حتى الآن للتحقيق، رغم تقديم شهادة رسمية للشرطة العسكرية.

في ردها على ما نُشر، قال جيش الاحتلال إن "الحادثة قيد الفحص المعمق من قبل الجهات المعنية بإنفاذ القانون"، مضيفًا أن "الضابط المعين قائدًا للكتيبة هو ضابط محترم، خدم في الاحتياط خلال الحرب لفترة طويلة من أجل أمن الدولة".