العربية نت - النجاح الإخباري - تتزايد الأنباء حول عروض اقتصادية قدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي لسكان مناطق في جنوب سوريا، بعد سيطرته عليها منذ ديسمبر الماضي، عقب سقوط الرئيس السابق بشار الأسد. حيث بسط جيش الاحتلال نفوذه على مرتفعات جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة، إلى جانب عدد من القرى والبلدات الممتدة نحو محافظتين مجاورتين.
ورغم عدم صدور إعلان رسمي من الجانب الإسرائيلي، كشفت مصادر أن القوات الإسرائيلية، التي عززت وجودها في الجنوب السوري من خلال إقامة قواعد ومبانٍ سكنية لعناصرها، بدأت بحصر أعداد السكان في المناطق التي سيطرت عليها. وتهدف هذه الخطوة إلى تحديد الفئات القادرة على العمل، مع دراسة مهنهم ومستوياتهم التعليمية.
تصاريح عمل ولكن دون توظيف رسمي
وفقًا للمصادر، قدّم جيش الاحتلال الإسرائيلي وعودًا لبعض السكان بفرص عمل داخل إسرائيل، دون أن يصل الأمر إلى حد التوظيف الرسمي. وأوضحت أن الآلية المقترحة تتيح للعمال السوريين دخول إسرائيل صباحًا والعودة مساءً، في ترتيب مشابه لما كان معمولًا به سابقًا مع العمال الفلسطينيين من قطاع غزة.
كما أشارت المعلومات إلى أن إسرائيل تخطط لمنح هؤلاء العمال تصاريح دخول مؤقتة، على أن يحصلوا على أجور يومية تتراوح بين 75 و100 دولار أميركي، وهو مبلغ يفوق رواتب الموظفين الحكوميين في سوريا لعدة أشهر، وسط الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد منذ أكثر من 14 عامًا.
ورغم الإغراء المالي، يرفض بعض السوريين هذه العروض باعتبارها مقدمة من "قوة احتلال"، بينما لم يُبدِ مسؤولون حكوميون في القنيطرة أي تعليق رسمي حول الأمر.
تعزيز النفوذ الإسرائيلي في الجنوب السوري
يأتي هذا التطور في سياق محاولات إسرائيل ترسيخ وجودها عسكريًا واقتصاديًا في جنوب سوريا، حيث أنشأت حتى الآن ما لا يقل عن سبعة مواقع عسكرية. ومنذ سقوط الأسد في ديسمبر، عززت قواتها تمركزها في المنطقة العازلة بمرتفعات الجولان المحتل، والتي تفصل بين المناطق السورية والإسرائيلية منذ عام 1974، وصولًا إلى التوغل في عدة نقاط محيطة.
وتزامنًا مع هذه التحركات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الانتشار العسكري الإسرائيلي في المنطقة هو "إجراء مؤقت وذو طبيعة دفاعية"، بهدف احتواء التهديدات القادمة من سوريا. لكنه أكد في الوقت ذاته أن القوات ستبقى هناك حتى تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية.
وفي ظل هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى مستقبل الجنوب السوري، وما إذا كانت إسرائيل ستوسع نفوذها هناك، أم ستواجه رفضًا شعبيًا وتحركات إقليمية مضادة.
المصدر: العربية نت