وكالات - النجاح الإخباري - يسعى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اللحظة الأولى لتبكير الانتخابات الإسرائيلية إلى استراتيجية وصم منافسيه من أحزاب الوسط بداية بيائير لبيد زعيم حزب "هناك مستقبل"، ولاحقا بيني غانتس مؤسس حزب "حصانة إسرائيل"، وموشيه يعالون مؤسس حزب "تيلم"، بأنهم يساريون يتخفون تحت غطاء أحزاب الوسط.

وتظهر إعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بحزب الليكود، وإعلانات ومقاطع فيديو (مدفوعة غالبا) عبر المواقع الإخبارية يركز محتواها على أن غانتس ولبيد سيشكلان حكومة يسار ضعيفة، فيما سيقود نتنياهو حكومة يمين قوية.

كما تركز حملات حزب الليكود على وصف قرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت بإعلان لائحة اتهام ضد نتنياهو بأنه "رضوخ لضغوط اليسار"، في إشارة إلى غانتس ولبيد، ولضغوط الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي يتهمها نتنياهو بأنها يسارية تسعى إلى هزيمته.

وحسب القناة 13 الإسرائيلية، أكد نتنياهو صباح الأحد في اجتماع ضم قادة من الليكود وأعضاء كنيست من الحزب اعتماد هذه الاستراتيجية.

وعقد نتنياهو هذا الاجتماع على خلفية ثلاثة استطلاعات رأي (الجمعة والأحد) بينت تفوق كتلة الوسط واليسار والأحزاب العربية بـ61 مقعدا، مقابل 59 مقعدا لكتلة اليمين في الكنيست.

وقال نتنياهو "لبيد وغانتس يحاولان الظهور وكأنها ليسا يساريين، وإن أظهرنا هذه الحقيقة للجمهور، فسيتمكن الليكود من تضييق الفجوة والفوز".

وأردف "وسائل الإعلام تحاول إخفاء الكثير من الأمور المتعلقة بغانتس، فقط كي يفوز اليسار... فهم يخفون حقيقة أن غانتس شارك في حفل إحياء ذكرىقتل ألف فلسطيني  لقوا مصرعهم في عملية ما تسمى "الجرف الصامد" (حرب غزة 2014)".

ولم يوضح نتنياهو تفاصيل هذا الاتهام لكنه تابع زاعما "غانتس قال إنه عرض حياة جنود لواء جولاني للخطر لأنه لم يرد المساس بحياة الفلسطينيين، وهذا تفكير اليسار، واليوم نسمع لبيد وغانتس يقولان إنهما لن يجلسا معنا (في حكومة واحدة)، بل مع الطيبي (عضو الكنيست العربي احمد الطيبي).

وقال نتنياهو أيضا "كل استراتيجية غانتس ولبيد قائمة على أساس أنهما ليسا يساريين، والانتخابات الحالية هي بين حكومة يسارية ضعيفة برئاستهما، وبين حكومة يمينية قوية برئاستي".

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن استراتيجية نتنياهو والليكود واليمين بشكل عام في وصف منافسيهم بأنهم يسار تنبع من محاولة ربط ما قام به حزب العمل (يسار) وحلفاؤه بتوقيع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية بهدف إقامة دولة فلسطينية، وإقامة السلطة الفلسطينية وما جلبه ذلك من "كوارث على إسرائيل" -حسب وصف نتنياهو-، بذهن الناخب الإسرائيلي، بصورة سلبية.إضافة إلى تعزيز صورته كزعيم قوي سيمنع اليسار من تحقيق هذا المشروع.

وفيما يتعلق باستطلاعات الرأي الأخيرة التي تراجع كتلة اليمين إلى 59 مقعدا فاقدة بذلك الأغلبية في الكنيست، قال منصور للأناضول "إن هذا الوضع مؤشر خطر حقيقي لنتنياهو، لكنه قد يحاول الاستفادة منه في استنهاض اليمين الإسرائيلي ككل وليس فقط حزب الليكود، من خلال استراتيجيته بترهيب الناخبين خاصة المترددين من فوز منافسيه".ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في إسرائيل في التاسع من أبريل/نيسان المقبل.

ويواجه نتنياهو عدة تحديات أبرزها تبعات إصدار لائحة اتهام ضده بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وانعكاس ذلك على تأييد كتلة اليمين لصالح غانتس ولبيد، كذلك قلقه من إمكانية عدم اجتياز أحزاب يمينية نسبة الحسم وبقائها خارج الكنيست مثل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الدفاع المستقيل افيغدور ليبرمان، وحزب "جيشر" بزعامة اورلي ليفي اباكسيس (منشقة عن حزب ليبرمان)، وكذلك حزب "زهوت" بقيادة موشيه فيجلين. -