وكالات - النجاح الإخباري - أعلنت إيران استئناف المحادثات مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) بشأن برنامجها النووي بمدينة إسطنبول في 25 يوليو/ تموز الحالي.
وهذه المفاوضات هي الأولى منذ العدوان الإسرائيلي على إيران الشهر الماضي، وتأتي بعد تحذيرات الدول الأوروبية الثلاث من أنّ عدم استئناف المفاوضات سيؤدي إلى إعادة فرض عقوبات دولية على إيران.
وذكر التلفزيون الإيراني أنّ طهران وافقت على جولة جديدة من المحادثات النووية بناء على طلب الأطراف الأوروبية الموقّعة على الاتفاق النووي عام 2015.
وأفاد التلفزيون بأنّ مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، والمساعد للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، سيُشاركان في المحادثات النووية التي ستُعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية.
وأوضح أنّ المفاوضات بين إيران والترويكا الأوروبية تجري بشكل منفصل عن المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني.
وأمس الأحد، أصدرت دول الترويكا الأوروبية بيانًا مشتركًا، دعت فيه طهران إلى الدخول في مفاوضات جديدة تهدف إلى التوصل لاتفاق شامل يتصدّى لما قالت إنه "جميع المخاوف المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني"، مؤكدةً استعدادها للمساهمة في تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق هذا الهدف.
وحذّرت القوى الأوروبية من إمكان إعادة تفعيل العقوبات الدولية على طهران ما لم يتمّ تحقيق تقدّم في المباحثات بشأن برنامجها النووي، وذلك بموجب آلية يلحظها اتفاق عام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديًا منه.
"حسن نية"
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنّ طهران "أظهرت أنّها قادرة على إسقاط أي عمل قذر واهم، لكنّها مستعدة على الدوام لمقابلة الدبلوماسية الجادة بالمثل بحسن نية".
وكتب عراقجي في منشور على منصّة " إكس"، أنّه وجّه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن، والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وأعضاء مجلس الأمن، أوضح فيها أن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث تفتقر إلى أي أساس قانوني أو سياسي أو أخلاقي لتفعيل آليات الاتفاق النووي وقرار الأمم المتحدة رقم 2231".
وأضاف أنّ دول مجموعة الدول الأوروبية الثلاث "انتهكت المبادىء الأساسية للاتفاق النووي، ونكثت بالتزاماتها، وساهمت بفعالية في ما يُسمى بسياسة الضغط الأقصى الأميركية، وفي العدوان العسكري على إيران، متخلية بذلك عن دورها كمشاركة في الاتفاق".
وقال: "لا يمكن، ولا ينبغي السماح لمجموعة الدول الأوروبية الثلاث بتقويض مصداقية مجلس الأمن الدولي بإساءة استخدام قرار غير ملزم لها".
وقبل العدوان الإسرائيلي على إيران، عقدت طهران وواشنطن خمس جولات من المحادثات النووية بوساطة عُمانية، لكنّهما واجهتا عقبات رئيسية مثل تخصيب اليورانيوم الذي تسعى القوى الغربية إلى خفضه إلى الصفر للحدّ من أي "خطر للتسليح"، رغم أنّ طهران تؤكد أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.
ووقّعت إيران الاتفاق النووي عام 2015، لكنّ الرئيس دونالد ترمب انسحب منه أحاديًا خلال ولايته الرئاسية الأولى في مايو/ أيار 2018، وفرض عقوبات اقتصادية على إيران.