وكالات - النجاح الإخباري -  شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا، خلال الأيام الماضية، تصعيدًا ميدانيًا لافتًا بدأ على خلفية حادثة اختطاف أحد أبناء الطائفة الدرزية، أعقبها اشتباكات مسلحة بين أفراد من الدروز وآخرين من البدو، قبل أن تتدخل وحدات من الجيش السوري في المدينة.

وقالت صحيفة ليمانيتي الفرنسية إن هذا التدخل اعتُبر من قبل بعض وجهاء الطائفة "خرقًا للاتفاقات المحلية" التي نُظّمت سابقًا لإدارة الأمن بالتنسيق بين السلطات المحلية والحكومة المركزية.

وبحسب الصحيفة، استغلّت إسرائيل هذا التوتر لتشن هجومًا صاروخيًا استهدف مقر القيادة العامة للجيش السوري قرب ساحة الأمويين في العاصمة دمشق، معلنة عن "بدء الضربات المؤلمة"، وفق ما صرّح به وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة "إكس". كما تم تعزيز التواجد العسكري الإسرائيلي على الحدود مع سوريا.

وفي تطور لافت، أعلن الشيخ يوسف جربوع، الزعيم الروحي لطائفة الدروز في سوريا، التوصل إلى وقف كامل للعمليات العسكرية في السويداء من جميع الأطراف. وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" التوصل إلى اتفاق تهدئة يتضمن تعزيز الإجراءات الأمنية وإعادة المدينة إلى سيطرة الدولة.

من جهته، دان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، الهجمات التي تستهدف المدنيين في السويداء، في حين واصلت إسرائيل غاراتها التي طالت – وفق مزاعمها – مركبات تابعة للجيش السوري.

وذكرت ليمانيتي أن هذه الأحداث تأتي في سياق ما وصفته بـ"استراتيجية إسرائيلية لتوسيع نفوذها في الجنوب السوري"، مشيرة إلى محاولات لتعزيز مكانتها لدى الدروز في المنطقة، وربط ذلك بمصالح استراتيجية على جبل الشيخ (حرمون).

وأثارت الصحيفة تساؤلات بشأن توقيت الضربات الإسرائيلية، لا سيما في ظل الحديث عن مسارات دبلوماسية بين دمشق وتل أبيب، وتطورات داخلية متسارعة تشهدها سوريا.