وكالات - النجاح الإخباري - وجّهت الممثلة البريطانية جولييت ستيفنسون، المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية ،انتقادات حادة للحكومة البريطانية على خلفية تعاملها مع العدوان الإسرائيلي على غزة، واتّهامها بمحاولة إسكات الأصوات المعارضة من خلال قوانين صارمة وتصنيفات خطيرة للنشطاء.
وقالت الفنانة إنّ جميع الوسائل السلمية التي استخدمها المتضامنون لم تجد نفعاً، بدءاً برسائل البريد الإلكتروني، مروراً بمناشدات أعضاء البرلمان، وصولاً إلى المسيرات الحاشدة التي شارك فيها مئات الآلاف للمطالبة بوقف العدوان ووقف صفقات التسليح مع إسرائيل، لكنها جميعاً قوبلت بتجاهل رسمي.
وأشارت إلى أنّ استطلاعات الرأي العام البريطانية أظهرت بوضوح مطالبة الشارع بوقف تسليح إسرائيل، والدعوة إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار، بينما تواصل الحكومة تجاهل هذه المطالب.
وانتقدت الفنانة استمرار الحكومة في عزل نفسها عن الدعوات الإنسانية، في وقت تتواصل فيه الجرائم بحق المدنيين في غزة، وسط دعم بريطاني مكشوف.
وحذّرت من أنّ تصنيف جماعات ناشطة سلمية، مثل حركة "بالستاين آكشن"، كمنظمات إرهابية، يشكّل تهديداً مباشراً للحريات الأساسية وحق التعبير والاحتجاج السلمي، محذّرة من خطورة استغلال قوانين مكافحة الإرهاب لقمع الحريات المدنية التي تمثّل أساس الديمقراطية البريطانية.
وأشارت إلى أن الصلاحيات الممنوحة للشرطة توسّعت بشكل خطير خلال السنوات الماضية، بفعل قوانين مثل قانون الإرهاب لعام 2000، وقانون الشرطة والجريمة والمحاكم لعام 2022، مما أدى إلى تآكل الحق في الاحتجاج العام، وتوسيع صلاحيات الشرطة وتقليل مستويات المساءلة.
وأكدت الفنانة أنّ هذه الصلاحيات تُستغل بالفعل في قمع الاحتجاجات واعتقال المتظاهرين السلميين، محذّرة من أنّ حظر حركة "بالستاين آكشن" سيؤثر بشكل مباشر على آلاف النشطاء المتضامنين مع الفلسطينيين في غزة.
كما انتقدت رد الحكومة على عمليات اقتحام حركة "بالستاين آكشن" لبعض المنشآت العسكرية، ووصفت الإجراءات المتخذة بأنها غير متناسبة وتخدم مصالح جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل وشركات الأسلحة.
وتطرّقت إلى الدور الذي تلعبه شركات مثل "لوكهيد مارتن" البريطانية و"إلبيت سيستمز" الإسرائيلية في صناعة وتوريد الأسلحة التي تُستخدم في العدوان على غزة، منتقدة صفقات التسلح الثنائية والدعم غير المباشر الممنوح لإسرائيل عبر هذه الشركات، رغم تعليق بعض المبيعات المباشرة.
وأعادت التأكيد على خطورة استخدام تعريف الإرهاب لتجريم أعمال احتجاج سلمية مثل رش الطلاء الأحمر على الأسلحة والطائرات، معتبرة أن هذه الممارسات لا تُقارن بحجم الجرائم والدماء التي تسفك في غزة.
كما عبّرت عن رفضها للاتهامات التي تطال المحتجين بمعاداة السامية، مبيّنة خلفيتها العائلية المرتبطة باليهود، مؤكدة أن كثيراً من أصدقائها اليهود يرفضون سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمها في غزة، وأن التضامن مع الفلسطينيين لا يتعارض مع القيم الإنسانية.
وفي ختام حديثها، شددت على أنها لا تريد أن تصل إلى نهاية حياتها نادمة على الصمت والتخاذل، مؤكدة أن النشطاء المتضامنين مع غزة لن يندموا على وقوفهم في وجه القمع والعدوان، بينما ستتحمّل الحكومة البريطانية عبء هذا التواطؤ التاريخي.