وكالات - النجاح الإخباري - دَمَّرت الضربات الجوية الإسرائيلية بعض المباني السطحية في المنشآت النووية الإيرانية، لكن قلب العمليات في مواقع مثل منشأة فوردو لتخصيب الوقود النووي لا يزال على الأرجح سليماً، مختبئاً في أعماق تحت الأرض.
يتطلب تدمير هذا النوع من المنشآت قنابل اختراق تحصينات أكثر قوة من أي سلاح تقليدي تستطيع إسرائيل إطلاقه.
وقد أبدى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الأيام الأخيرة تقبُّله لفكرة تقديم المساعدة، وفي 17 يونيو، حذَّر من أن "صبرنا بدأ ينفد" مع إيران.
وتزن قذيفة الـ MOP الضخمة 13 طناً؛ بينما تزن القنابل التقليدية الأخرى حوالي طن واحد. تُنشر هذه القنبلة على متن قاذفة الشبح بي-2 (B-2)، التي تطير بها القوات الجوية الأمريكية حصرياً، والتي تتميز بشكلها الفريد الذي يشبه الصحون الطائرة (UFO). تجدر الإشارة إلى أن هذه القاذفة لا تستطيع حمل أكثر من قنبلتين من هذا النوع في المرة الواحدة. ولم تُستخدم قذيفة الـ MOP قط في قتال حقيقي.
تُسقَط قذيفة الـ MOP من ارتفاعات عالية لتحطم الصخور باستخدام طاقتها الحركية الهائلة، ويتميز تصميمها بمقطع عرضي أضيق من القنابل العامة لتركيز القوة في مساحة صغيرة، ويأتي معظم وزنها من غلافها الفولاذي السميك.
ولا تشكل المواد المتفجرة سوى 20% من الوزن الإجمالي للقنبلة.
الغلاف مصنوع من سبيكة خاصة فائقة القوة تُعرف باسم "فولاذ إغلين" (Eglin Steel) – سُميت باسم قاعدة جوية في فلوريدا حيث تم تطويرها.
يُذكر أن قذيفة الـ MOP يمكنها اختراق 60 متراً من الخرسانة القياسية، وتم اختبار القنبلة لأول مرة عام 2007، وتم ترقية تصميمها عدة مرات منذ ذلك الحين.
وكما هو الحال مع قنابل اختراق التحصينات الأصغر، من المحتمل أن تكون قذائف الـ MOP مزودة بصمام تفجير ذكي يستشعر الفراغات (void-sensing fuse)، والذي يكتشف محيطه وينفجر عندما يخرج من الصخور الصلبة إلى تجويف (مثل نفق أو قاعة). قد تتكون المنشأة من مستويات متعددة، ويمكن برمجة الصمام ليفجر القنبلة عند المستوى الثالث تحت الأرض، على سبيل المثال، لإحداث أقصى قدر من الدمار.
نشأت فكرة تطوير قذائف الـ MOP عندما اكتشفت القوات الجوية الأمريكية أن قنابل اختراق التحصينات المتوفرة لديها أثناء غزو العراق عام 2003 لم تتمكن من إلحاق الضرر بالمخابئ العراقية، مما استدعى الإسراع بتطوير سلاح جديد يدخل الخدمة. هدفت قذيفة الـ MOP إلى تدمير المخابئ الأعمق والأكثر صلابة التي كانت تُبنى في إيران وكوريا الشمالية، إلا أن هناك حدوداً لما يمكن حتى لأكبر قنابل اختراق التحصينات تحقيقه.
فبينما يمكن لقذيفة الـ MOP اختراق أكثر من 60 متراً من الخرسانة القياسية (التي تتحمل ضغطاً يصل إلى 5000 رطل لكل بوصة مربعة - psi)، فإن قدرتها على الاختراق تنخفض إلى 8 أمتار فقط أمام خرسانة بضعف تلك القوة.
وتكشف صحيفة الإيكومونيست البريطانية أن إيران قطعت شوطاً كبيراً في السنوات الأخيرة في مجال تطوير "الخرسانة فائقة الأداء" (UHPC)، حيث تنتج مواد تصل قوتها إلى 30,000 رطل لكل بوصة مربعة أو أكثر.
وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تدرك جيداً التحدي الذي تشكله الخرسانة فائقة الأداء (UHPC). فبحلول عام 2014، كانت قد طورت نسختها الخاصة المسماة "خرسانة إغلين عالية القوة" لاستخدامها في اختبارات الأسلحة. لكن هذا لا يعني أن المشكلة قد حُلت.
ففي مقال نشر عام 2021 بمجلة "تقنية الفضاء والدفاع" (Aerospace & Defence Technology)، ادعى جريجوري فارتانوف من شركة "تطوير المواد المتقدمة" (Advanced Materials Development) الكندية المتخصصة في مواد الدفاع، أن القنابل المصنوعة من فولاذ إغلين لن تكون قوية بما يكفي لاختراق أفضل أنواع الخرسانة فائقة الأداء (UHPC). وستعتمد النجاح أو الفشل بشكل حاسم على مدى قوة وسُمك الخرسانة الإيرانية، ومدى التطوير الذي أُدخل على القنبلة الأمريكية.
وحتى لو تمكنت القنبلة من الاختراق، فقد لا يكون إصابة الهدف أمراً يسيراً.
تحتاج قذائف الـ MOP إلى دقة متناهية لتكون فعالة، ومثل معظم القنابل الموجهة الأمريكية، فإنها تعتمد على نظام التوجيه عبر الأقمار الصناعية (GPS). من المفترض أن يكون نظام الـ GPS العسكري مقاوماً للتشويش، لكن في أوكرانيا، تأثرت القنابل الأمريكية المنقولة بشكل كبير بالتشويش الروسي.
وقد أفادت تقارير بأن التشويش قلل دقتها في بعض الحالات من 20 متراً إلى 1200 متر قبل أن تساعد الإصلاحات في استعادة دقتها جزئياً. لكن تقنيات التشويش تطورت هي الأخرى، مما حول الأمر إلى "لعبة قط وفأر".
تعتمد إيران بشكل أقل على نظام الـ GPS، ولديها بدائل مثل نظام التوجيه "SPICE" الذي يعتمد على كاميرات مثبتة على القنابل ويستخدم التوجيه بالذكاء الاصطناعي للوصول إلى الهدف.
وقد استخدمت إسرائيل أسلحة مزودة بنظام SPICE في حملتها الحالية ضد إيران.
قد ترغب الولايات المتحدة في تعديل قذيفة الـ MOP على عجل لتركيب هذا النظام أو نظام أمريكي مكافئ له، إذا كان جنرالاتها يفتقرون إلى الثقة في نظام الـ GPS، على الرغم من أن هذه العملية قد تستغرق بضعة أسابيع.
بينما لا توجد قنبلة تقليدية باستثناء قذيفة الـ MOP لديها فرصة لإنهاء منشأة فوردو، والولايات المتحدة فقط هي القادرة على توفيرها، ولكن حتى لو قرر دونالد ترامب إسقاط قنبلة واحدة (أو حتى عدة قنابل)، فإن النجاح ليس مضموناً.