وكالات - النجاح الإخباري - قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، إن الوضع في قطاع غزة "مأساوي للغاية" واصفةً ما يحدث بأنه "إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة"، وسط تقاعس الحكومات النافذة عن استخدام نفوذها لوقف الانتهاكات أو التصدي لها بفاعلية، في ظل استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ أكثر من شهرين.

وكتبت كالامار عبر منصة "إكس" أن هناك أدوات يمكن استخدامها، من بينها اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والتي وصفتها بأنها أداة رئيسية في يد الاتحاد الأوروبي يجب تفعيلها لحماية الفلسطينيين الذين لا يزالون على قيد الحياة في غزة من الإبادة.

وفي السياق ذاته، أشارت كالامار إلى أن هولندا طلبت رسميًا من الاتحاد الأوروبي إجراء مراجعة لامتثال إسرائيل لاتفاقية الشراكة، بالتزامن مع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في وارسو، مستندةً إلى المادة الثانية من الاتفاقية التي تُلزم الأطراف باحترام القانون الإنساني الدولي.

ودعت كالامار جميع حكومات الاتحاد الأوروبي إلى أن تحذو حذو هولندا، مؤكدة على ضرورة التحرك العاجل والفوري.

هولندا تطالب بمراجعة الالتزام الإسرائيلي بالاتفاقية

وكان وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب قد وجّه، الأربعاء، رسالة إلى الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، طالب فيها بالتحقيق فيما إذا كانت إسرائيل لا تزال تلتزم ببنود اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة ينتهك المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وفي تصريحات صحفية، قالت كالاس إن وزراء خارجية الاتحاد سيناقشون العلاقات مع إسرائيل خلال اجتماعهم في وارسو، وذلك بناء على طلب الوزير الهولندي.

انتقادات أوروبية لتسييس المساعدات 

وتصاعدت الانتقادات الأوروبية لخطط إسرائيل في تولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، عبر الاستعانة بشركات خاصة، وذلك بعد أكثر من شهرين من منع الجيش الإسرائيلي دخول الإمدادات إلى القطاع.

وحذر الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، من تسييس أو عسكَرة المساعدات الإنسانية، منددًا بخطط الاحتلال، ومؤكدًا ضرورة احترام المبادئ الإنسانية. وتماهت هذه التصريحات مع مواقف عدد من الزعماء الأوروبيين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني المنتخب حديثًا فريدريش ميرتس، اللذين وصفا الوضع في غزة بأنه "الأسوأ على الإطلاق".

استمرار الحصار وخطط الاحتلال لنقل السكان

ونقلت "رويترز" عن مسؤولين إسرائيليين أن الحصار المفروض على غزة سيبقى قائمًا إلى حين إتمام إخلاء مناطق في شمال ووسط القطاع من السكان ونقلهم جنوبًا، نحو مدينة رفح. وتشير تقارير إلى أن إسرائيل تحتل بالفعل نحو ثلث مساحة القطاع.

وقد أثارت هذه الخطط، إضافة إلى خطة توزيع المساعدات عبر شركات خاصة، انتقادات واسعة، لا سيما من منظمات الإغاثة الدولية. وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الخطة الإسرائيلية تتناقض مع ما هو مطلوب إنسانيًا، بينما شكك مسؤولون في وكالات إغاثية بالخطة، مؤكدين أنها لم تُعرض عليهم بشكل رسمي حتى الآن.