نابلس - النجاح الإخباري - أفاد مسؤول إيراني رفيع، في تصريحات لوكالة "رويترز"، أن بلاده رفضت مقترحاً أميركياً بإجراء مفاوضات مباشرة حول برنامجها النووي، مشددًا على استمرار طهران في الحوار غير المباشر عبر وساطة سلطنة عُمان، التي لعبت دور قناة تواصل بين الجانبين لسنوات.
وأوضح المسؤول، الذي لم يُكشف عن هويته، أن القيادة الإيرانية تعتبر المحادثات غير المباشرة فرصة لاختبار مدى جدية واشنطن في التوصل إلى تسوية سياسية، مؤكداً أن الردود الأميركية الأخيرة قد تفتح المجال لبدء مفاوضات قريبة.
وأضاف أن المرشد الأعلى علي خامنئي أصدر أوامر بوضع القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب قصوى، في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.
تحذيرات لإقليم يستضيف قواعد أميركية
وحذّر المسؤول الإيراني من أن أي دولة في المنطقة تقدم دعماً لوجستياً أو تسهيلات عسكرية لهجوم أميركي ضد طهران، سواء من خلال أراضيها أو أجوائها، ستكون "شريكًا في العدوان"، وستواجه "رداً قاسياً". وتشمل التحذيرات كلاً من العراق والكويت وقطر والإمارات وتركيا والبحرين.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من حكومات تلك الدول بشأن التحذير الإيراني، بينما نفت وزارة الخارجية التركية علمها بتلقي تحذير مماثل، مشيرة إلى احتمال نقله عبر قنوات دبلوماسية غير معلنة. وفي المقابل، أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بأن الكويت أبلغت طهران بعدم سماحها باستخدام أراضيها لأي عمل عدائي.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المقربة من حزب الله، أن احتمالات التصعيد الأميركي ضد إيران كانت محور نقاش في قمة عربية عقدت بالرياض في فبراير الماضي، وكذلك خلال اجتماع آخر في الدوحة.
عراقجي: مستعدون للحوار ورفع العقوبات
من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن بلاده منفتحة على استئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي، على قاعدة "بناء الثقة مقابل رفع العقوبات". وأشار إلى أن طهران ردت على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بما يتوافق مع مضمونها، دون إغلاق باب الدبلوماسية.
مراهنة على موسكو... بحذر
وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، كشف مسؤول إيراني آخر عن سعي طهران لتعزيز تحالفها مع موسكو، لكنه أبدى شكوكًا حول مدى التزام روسيا، قائلاً إن طبيعة العلاقة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب قد تؤثر على موقف موسكو النهائي.
وأشار المسؤول إلى أن الجولة الأولى من الحوار غير المباشر قد تنطلق قريبًا بوساطة عمانية، إذ من المتوقع أن تتنقل وفود الوساطة بين طهران وواشنطن. وفي هذا السياق، أفادت مصادر بأن خامنئي منح تفويضًا لكل من عراقجي أو نائبه مجيد تخت روانجي لقيادة هذه المفاوضات المحتملة.
يُذكر أن روسيا كانت قد وصفت، الخميس الماضي، التهديدات الأميركية ضد إيران بأنها "غير مقبولة"، داعية كلا الطرفين إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.