النجاح الإخباري - استخدم العلماء علاجا جينيا قادرا على القضاء على أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بالعمى ويقوم العلاج على حقن جينات في الجزء الخلفي من العين، وهو ما يمكن من تحسين الإبصار لدى المرضى المهددين بالعمى ويعيد إليهم الرؤية.

ويتم حقن جينات تم تعديلها وراثيا لحمل النسخة الصحيحة من الجينات المعيبة، في الجزء الخلفي من العين، لوقف موت المزيد من الخلايا ومساعدتها على التجدد والعودة إلى العمل مرة أخرى.

وقام الباحثون بتجارب على الفئران، ونجح العلاج في شفاء الحيوانات المصابة بالعمى بحيث استجابت للضوء وتمكنت من رؤية أشياء وضعت في قفصها، والأمر الأكثر أهمية أن العلاج سجل تحسنا ملحوظا في العينين على المدى الطوين إذ مكن من إعادة البصر للمرضى في غضون 15 شهرا بعد الحقن الأولي.

ويقول الباحثون من جامعة أوكسفورد إن العلاج الجيني قد يكون أداة النجاة لهؤلاء المصابين بالتهاب الشبكة الصباغي الذي يؤثر على أكثر من 20 ألف شخص في بريطانيا.

وتحوي شبكة العين نوعا آخر من الخلايا، ليست حساسة للضوء، ويمكن تعديلها للقيام بوظيفة الخلايا الصباغية والمخروطية، بحيث تساعد على إنتاج بروتين حساس للضوء يسمى "ميلانوبسين".

وهو ما قام العلماء بتجريبه في الفئران التي تحمل خللا وراثيا طبيعيا مماثلا لذلك الذي يسبب التهاب الشبكية الصباغي في البشر. وقاموا بحقن فيروس مصمم ليكون غير ضار في عيون الحيوانات، وخلال ثلاثة أسابيع فقط، بدأت الفئران تستجيب للمؤثرات المحيطة بها في القفص، وسجلت ردود فعل عند تعرض عيونها للضوء، فضلا عن أن التغيرات في سلوكها تجعل من الواضح أنها ترى للمرة الأولى.

وعلى الرغم من نجاح التجارب على الفئران، إلا أنه من الضروري أن يتم تجريبها على البشر لضمان نتائج ناجعة، ويأمل العلماء في المضي قدما في البحوث خلال السنوات القادمة لإتاحة هذا العلاج للبشر في غضون 5 إلى 10 سنوات.