نابلس - النجاح الإخباري - انطلقت امتحانات الثانوية العامة يوم السبت الماضي، وتوجه نحو 46 ألفا من الطلبة في الضفة الغربية، ونحو ألفين من طلبة قطاع غزة الموجودين خارج فلسطين إلى قاعات الامتحانات، فيما حُرم الطلبة داخل القطاع من التقدم للامتحانات للعام الثاني على التوالي، نتيجة استمرار حرب الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال، ويتزامن ذلك مع تصاعد التوتر في المنطقة بسبب المواجهة ما بين إيران وإسرائيل.
وبالتأكيد ينعكس هذا التوتر وعدم الاستقرار الأمني على أداء الطلبة وطاقتهم، وحول ذلك قدم ماجد القاضي، مدير مركز إبداع للتنمية البشرية في حديث خاص لبرنامج "صباحك يا بلد"، مجموعة من النصائح والإرشادات الموجهة لطلبة الثانوية العامة وأسرهم، في ظل الأوضاع غير المستقرة التي تمر بها فلسطين، مؤكدًا أن التعامل مع هذه المرحلة يتطلب وعيًا ومرونة خاصة.
وأشار القاضي إلى أن الواقع الحالي هو ظرف استثنائي ومعقد، ولا يمكن التعامل معه وفق المعايير التقليدية، مبينًا أن الطالب الفلسطيني قد اعتاد على التحديات، إلا أن هذه المرحلة تحمل تعقيدات إضافية. وأضاف: "رغم ذلك، طلبتنا أقوياء، ويمتلكون قدرة عالية على التأقلم مع الأوضاع الصعبة".
وفيما يتعلق بالجوانب النفسية، شدد القاضي على أهمية الطاقة الروحية الإيجابية لدى الطالب، موضحًا أن القرب من الله، وأداء الصلاة، والذكر، تشكل وسائل فعّالة في تخفيف التوتر وتعزيز القدرة على التحمل.
كما نبه إلى ضرورة الابتعاد عن مصادر التوتر مثل الهاتف، الضوضاء، الأخبار والتلفاز، مشيرًا إلى أن الابتعاد الفيزيائي المؤقت عنها يعد مفيدًا جدًا، حتى في ظل واقع مليء بالتحديات مثل الاقتحامات أو الاضطرابات الأمنية، داعيًا الطلبة إلى حماية أنفسهم ذهنيًا دون الانفصال الكامل عن الواقع.
وعن أهمية المرحلة، وصف القاضي امتحان التوجيهي بأنه "فرحة أولى لا تتكرر"، مشيرًا إلى أن الطلبة يحظون باهتمام كبير من قبل الأهل والمجتمع، ما يزيد من أهمية هذه المرحلة في حياة الطالب.
وفي الجانب الصحي، نصح القاضي الطلبة بالحفاظ على ساعات نوم كافية وتجنب الإرهاق أو النوم المفرط، لافتًا إلى أن التركيز والانتباه عند مراجعة المعلومات أمر أساسي.
وأكد القاضي على ضرورة التمتع بخطة دراسية مرنة، مشددًا على أن الفرصة لا تزال متاحة أمام جميع الطلبة، حتى من لم يستعد بشكل جيد سابقًا، داعيًا إلى عدم الاستهانة بقدرة الطالب على تحسين أدائه في ما تبقى من وقت.
وختم القاضي حديثه بتوجيه رسالة للأهالي، دعاهم فيها إلى التزام الهدوء وعدم نقل القلق والتوتر لأبنائهم، محذرًا من المقارنة بين الأبناء، لما لذلك من أثر سلبي على الحالة النفسية للطالب، مؤكداً أن لكل طالب قدراته وظروفه الخاصة.