شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - تصاعد التوتر الإقليمي في الساعات الماضية بعد أن شنت الولايات المتحدة “أعنف ضربة” على المنشآت النووية الإيرانية في فوردو، نطنز، وأصفهان، باستخدام قنابل ثقيلة من طراز B-2 و”تومهواك” وردت طهران بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، محذرة من “عواقب لا تُحمد عقباها” ، وهو ما جلب المجتمع الدولي إلى حافة تداعيات قد تقود للردع النووي.
في هذا السياق، تحدث رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، الدكتور خالد طوقان، لـ“النجاح”، حول أهمية التخطيط الوقائي والجاهزية الإقليمية في حال وقوع أي حادث إشعاعي.
“تصعيد خطير بعيد عن التفاوض”
ووصف د. طوقان استهداف المنشآت النووية بأنه “تصعيد خطير”، مؤكّدًا أن الضربات تبتعد عن مسار التفاوض في الملف النووي، لكنه أضاف:
“نأمل أن تنتهي الأمور بحل تفاوضي يرضي جميع الأطراف”
وحول مخاطر التسرب الإشعاعي والاستعدادات حضّ د. طوقان على اتخاذ إجراءات واقية، قائلًا:
“عندما تستهدف المنشآت النووية… يجب التركيز حول كيف نقوم بإجراءات وقائية… لحماية مواطنينا”
وأوضح أن المنشآت مثل فوردو ونطنز “أُفرغت من المواد النووية”، مما يخفّف من خطورة التسرب، وحتى الآن، “لم تُلاحظ أي تغير في الخلفية الإشعاعية” في طهران .
وأوضح أن استهداف المفاعلات لا يُعد تفجيرًا نوويًا، لكنه يتيح انبعاث غاز اليورانيوم سداسي الفلوريد، ولذلك شدد على أهمية بروتوكولات وقائية في فلسطين تشمل: قياس دوري للخلفية الإشعاعية، وتجهيز فرق طوارئ إشعاعية، وتوزيع أقراص اليود البوتاسيوم للفئات الضعيفة.
آليات رصد وتحذير إقليمية
وكشف د. طوقان أن الأردن وفلسطين جزء من “الهيئة العربية للطاقة الذرية” التي تدير شبكة رصد وإنذار إشعاعي على امتداد المنطقة، من مصر حتى الخليج .
كما ذكر أن الدراسات توصلت إلى نتيجة مفادها أن استهداف مفاعل ديمونا الإسرائيلي الواقع في منطقة بئر السبع في حال تم استهدافه سيُرسل سحابة إلى الجنوب الشرقي، بعيدًا عن التجمعات السكانية، لكن التأهب مطلوب.
تقييم المسار ومستقبل الملف النووي
وأشار إلى أن إيران قد استثمرت الوقت وعملت على نقل بعض المواد الإشعاعية وخزنتها في مواقع سرية، إلا أن الضربة الأمريكية كانت قاسية وألحقت أضرارا مادية حيث عطّلت المختبرات وأنظمة الطرد المركزي.
قال:
“الأسلحة التي استخدمها الأمريكيون رهيبة... البرنامج النووي لم ينته، لكنه عُطّل جزئيًا وتراجع ملموس”.
ورسم حديث د. خالد طوقان صورة واقعية للمواجهة الإقليمية، حيث شكّل القصف الأمريكي والإيراني تصعيدًا خطيرًا يستدعي إطلاق خطط طوارئ لحماية المواطنين من أي خطر إشعاعي، بينما تبرز الجهوزية عبر تفعيل شبكات رصد عربية متقدمة ورفع الوعي في الدول المجاورة لضمان التعامل الجاد والمسؤول مع أي تطور.
في ظل هذه التحديات، تظل ترجمة الكلام إلى إجراءات واقعية واجبًا مؤجلًا، يحتم على الجهات المختصة تعزيز العمل المشترك، وتحديث خطط الطوارئ، وتفعيل “الضوء الأخضر” لحماية الأجيال.