شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - في ظل حالة التشوّش والإقبال المفرط على بعض المواد الاستهلاكية، خوفًا من تطورات المشهد السياسي المرتبط بالتوتر الإيراني–الإسرائيلي، أكد الخبير المالي والاقتصادي في جامعة النجاح الوطنية، د. سامح العطعوط، أن الساحة الاقتصادية الفلسطينية تتطلّب في هذه المرحلة الحرجة اعتماد سلوك مستهلك عقلاني، وإدارة أزمة فعالة على مستوى الأفراد والمؤسسات، مشيرًا إلى أن المؤشرات الراهنة لا تُنذر بأزمة وشيكة في السلع أو بأسعار صرف الدولار مقابل الشيكل.

وقال العطعوط، اليوم الإثنين خلال مقابلة عبر إذاعة "صوت النجاح"، إن إدارة الأزمة أصبحت ضرورة حتمية لكل مؤسسة أو شركة فلسطينية، من خلال تشكيل لجان داخلية، ووضع خطط بديلة لكل سيناريو محتمل. كما دعا الأفراد إلى تجنب سلوك التخزين العشوائي والاندفاع في الشراء، مؤكدًا أن "المستهلك الواعي هو من يُخفّف وطأة الأزمات قبل تفاقمها".

وأوضح أن التجربة اليابانية في السيطرة على التضخم قدّمت نموذجًا ناجحًا قائمًا على الوعي الاستهلاكي، وتوازن العرض والطلب، والابتعاد عن الأنانية في الشراء، وهي قيم قال إن المجتمع الفلسطيني بحاجة للعودة إليها.

وحول الوضع الميداني، طمأن العطعوط المواطنين بأنه لا توجد مؤشرات على نية الاحتلال تصعيد الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية أو التسبب بانقطاعات كبرى في الخدمات أو السلع، مشيرًا إلى أن الاحتلال "لا يريد فتح جبهة جديدة حاليًا"، وهو ما يفسّر استقراره على خطة الحصار عبر "البوابات الصفراء" فقط.

 الدولار والشيكل
في ما يتعلق بأسعار الصرف، أكد العطعوط أن لا ارتفاعات مقلقة في سعر الدولار مقابل الشيكل في المدى القريب، مرجحًا أن يبقى السعر ضمن نطاق يتراوح بين 3.62 و3.65 شيكل.

"رغم التوقعات التي كانت تشير إلى وصول الدولار إلى عتبة الـ4 شيكل، إلا أن تدخل البنك المركزي الإسرائيلي يضبط السوق بشكل ملحوظ، ولا مؤشرات على قفزات حادة حاليًا"، قال العطعوط.

كما أوضح أن البيانات الاقتصادية الأخيرة من داخل إسرائيل، ومنها انخفاض مؤشّر التضخم إلى 3.1%، تُشير إلى بعض السيطرة على الوضع المالي، رغم العدوان الدائر على غزة والضربات المتبادلة في الإقليم.

 الذهب والنفط
أما بشأن الذهب، فأشار إلى أن الأسعار الحالية لا تزال دون ذروتها في بداية نيسان، إذ يتراوح سعر الأونصة حاليًا عند 3440 دولارًا، مؤكدًا أن أي قفزات ستعتمد على تطورات غير متوقعة في المشهد السياسي.
أما سوق النفط، فيبقى مستقرًا حاليًا، ما لم تحدث تطورات إقليمية تهدّد مسارات الطاقة، متوقعًا أن يستمر النفط ضمن "ترند" 80 دولارًا خلال الأيام القادمة.

 العمق الاستراتيجي الإسرائيلي
وأشار العطعوط إلى أن دولة الاحتلال تفتقر إلى عمق استراتيجي جغرافي، معتبرًا أن الكيان الإسرائيلي هو "منتج غربي تأسّس بعد حربين عالميتين"، ولا يستطيع خوض حروب متعددة الجبهات بسهولة، وهذا ما يفسّر حذره في التعامل مع الضفة الغربية حاليًا.

وفي سياق متصل، أعلن محافظ محافظة نابلس، غسان دغلس، عن تعديل موعد توزيع الوقود في المحافظة، اليوم ليبدأ من الساعة السادسة مساءً بدلًا من العاشرة، وذلك بناءً على دراسة الموقف وتقدير الاحتياجات الراهنة.

وتشهد المدينة وغيرها من مدن الضفة تهافت الناس على الوقود منذ لحظة إعلان ضرب إسرائيل لإيران وبدء الرد الإيراني، ما أحدث ضجة وخلق أزمة استدعت تدخل عناصر الأمن عند كل محطة وقود لضبط سلوك الناس، وضمان سلامتهم وحصولهم على حاجتهم.

وأوضح دغلس أن هذا القرار يأتي في إطار الإجراءات الاحترازية لضمان انسيابية التزود بالوقود، وتجنّب الاكتظاظ أو حالات الإرباك، مؤكدًا أن الأجهزة المختصة تتابع المستجدات الميدانية عن كثب وتتخذ التدابير اللازمة لضمان استقرار الأوضاع.