النجاح الإخباري - النجاح الإخباري - أكد البروفيسور رضوان الكيلاني، مدير مرصد الزلازل الفلسطيني في جامعة النجاح الوطنية، أن الهزة الأرضية التي وقعت عند الساعة 1:51 من صباح اليوم، وبلغت قوتها 6.2 درجات على مقياس ريختر، وقعت شرق جزيرة كريت في اليونان، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الزلازل يُصنّف ضمن الزلازل القوية، وقد شعر بها السكان في فلسطين ومناطق مجاورة كليبيا ومصر، وتركيا دون تسجيل إصابات.
وأوضح الكيلاني أن تسجيل الهزات التي يشعر بها السكان على محطات الرصد الزلزالي يُعد تحصيل حاصل، إذ غالبًا ما يتم الإبلاغ عنها من قبل المواطنين نظرًا لشعور الناس بحدوثها بشكل ملحوظ بسبب الموقع الجيولوجي للمنشأ الهندسي واختلاف التوزيع الجغرافي للسكان وكذلك من حيث القوة والعمق للهزه.
وبيّن أن منطقة جزر اليونان تُعد من المناطق النشطة زلزاليًا، نظرًا لكونها نقطة التقاء بين الصفيحة القارية الأوروبية والقشرة المحيطية المتمثلة بأرضية البحر المتوسط، وما يصاحبه من تصادم بين الصفيحة الأفريقية والأوروبية تحت أرضية البحر وهو ما يفسر تكرار الهزات فيها.
وأشار إلى أن طبيعة الهزة – سواء كانت ضحلة أو عميقة – فإن نوعية التربة وطبيعة المنشآت المصممه فوقها، هي عوامل تحدد حجم الأضرار، مبينًا أن الزلازل التي تحدث في قاع البحر أو المحيطات قد تُسبب موجات تسونامي، ما يستدعي التحذير منها عند وقوعها، حسب قوة أمواج المد الزلزالي البحري واتجاهها نحو الشواطئ.
وفي مقارنة مع الزلازل القارية، كالتي تحدث في منطقة امتداد البحر الميت أو تركيا، أشار الكيلاني إلى أن الزلازل في البحر غالبًا ما يكون ضررها مقتصر على أرضية المحيط، بينما القارية تُسبب ضررًا مباشرًا أكبر على اليابسة التي يتركز عليها نشاطات الإنسان.
وفي سياق متصل، تطرق الكيلاني إلى الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا في شهر شباط من عام 2023، بقوة 7.8 درجات، مؤكدًا أنه ما زال يُنتج هزات ارتدادية حتى اليوم. ولفت إلى أن مرصد النجاح كان قد أجرى دراسة تتبعت النشاط الزلزالي في منطقة البحر الميت قبل الزلزال التركي، واعتبرها زلازل "قبلية" كانت تستدعي في حينها اتخاذ درجة من التأهب والنذار المبكر، بينما الزلازل "الارتدادية" – والتي تعتمد في شدتها وامتدادها الزمني على قوة الزلزال الرئيسي– كانت متوقعة منذ اليوم الأول، ومن المحتمل استمرارها لسنوات، كما هو حاصل الآن.
وأكد الكيلاني في ختام حديثه أن الزلزال الأخير في منطقة اليونان يُعد من تداعيات النشاط الزلزالي الإقليمي، مشيرًا إلى أن جميع الاحتمالات ما زالت قائمة، في ظل استمرار التأثيرات الزلزالية في المنطقة.
هذا وضرب زلزال بقوة 6,1 درجات قبالة سواحل اليونان فجر اليوم الأربعاء 14 ماي 2025 في جنوب بحر إيجه، وفق ما أعلنه معهد الزلازل الأمريكي، وقد شعر به سكان في أماكن بعيدة، حسب وكالة فرانس برس.
وسُجّل مركز الهزة في جنوب بحر إيجه على مسافة 15 كيلومترا من جزيرة كاسوس اليونانية كما شعر به السكان في جزيرتي كوس ورودس في أرخبيل دوديكانيز، كما في جزيرة كريت.
ولم ترد تقارير عن تسبّبه بخسائر بشرية أو بأضرار مادية، لكن تمّ التحذير من احتمال وقوع تسونامي إلى سكان جزيرة رودس وجزر كارباثوس وكاسوس.