شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - في ظل تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، مع انتشار فيروس شلل الأطفال وتهديده لمئات آلاف الأطفال، وإطلاق الأمم المتحدة حملة تطعيم حيوية ضد الشلل في غزة الذي يستوجب وقفًا إنسانيًا لإطلاق النار حتى تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ حملة التطعيم، تحدثت د. نانسي فلاح، مديرة دائرة الأمراض المزمنة في وزارة الصحة، عن أهمية حملة التطعيم ضد شلل الأطفال والخطر المحدق الذي يواجهه الأطفال في ظل الظروف الراهنة.

وأكدت د. فلاح في حديثها لـ"النجاح" على خطورة مرض شلل الأطفال، موضحة أن "كل حالة إصابة بشلل الأطفال تقابلها حوالي 200 حالة لم تظهر عليها الأعراض"، مشيرة إلى أن "نسبة كبيرة جدًا من المصابين لا تظهر عليهم الأعراض، بينما قد يتسبب المرض في وفاة 2-10% من الحالات".

وأوضحت أن "شلل الأطفال يمكن أن يكون صامتًا في كثير من الحالات، لذا فإن حملة التطعيم ضرورية لمنع حدوث أي تفشي للمرض وحماية المواطنين".

وأضافت د. فلاح أن الوضع في قطاع غزة يعقد جهود مكافحة المرض، حيث "تم تدمير البنية التحتية تمامًا، ولا توجد خدمات نظافة، ومياه الصرف الصحي مدمرة بشكل كامل".

وأشارت إلى أن "المراكز الصحية دُمرت، ولا يستطيع المرضى الوصول إليها، كما لم يتم تطعيم الأطفال خلال الأشهر العشر الماضية، مما يزيد من خطر تفشي الأوبئة".

وفيما يتعلق بإمكانية وصول اللقاحات، قالت د. فلاح: "اللقاحات في طريقها لفلسطين، وستصل الثلاجات الخاصة بها في 21 من الشهر الجاري، على أن تكون اللقاحات كافة متاحة في 22، وفي 23 بإذن الله ستكون في قطاع غزة".

وأضافت: "تم التنسيق مع المنظمات والمؤسسات الدولية لضمان دخول اللقاحات إلى القطاع، وسنعمل على تطعيم الأطفال في 400 نقطة أو عيادة خاصة".

وتحدثت د. فلاح عن التحديات اللوجستية، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يؤثر على حفظ اللقاحات، وضرورة وقف عدوان الاحتلال لتمكين تطعيم الأطفال بشكل فعّال، بقولها: "التطعيم وحده لا يكفي، بل يجب وقف العدوان وإعادة بناء البنية التحتية ومياه الصرف الصحي لضمان القضاء على الفيروس".

وشددت د. فلاح على أهمية الضغط الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي وتوفير المساعدات الإنسانية، قائلة: "المجتمع الدولي يجب أن يتدخل لوقف العدوان فورًا، وإعادة بناء النظام الصحي في غزة، وتمكينه من محاربة الأوبئة والأمراض المعدية".

وفي ختام حديثها، أكدت د. فلاح على أن "الأساس هو وقف العدوان وإعادة بناء البنية التحتية والصرف الصحي، وتوفير معدات طبية وأدوية غير مشروطة، وهو السبيل الوحيد لإيقاف انتشار الأوبئة في غزة".

وكان  غوتيريش قد أشار إلى أن اكتشاف فيروس شلل الأطفال في عينات مياه الصرف الصحي في خان يونس ودير البلح، خلال الأسابيع الأخيرة، يعني أن الفيروس قد انتشر الآن، وأن مئات الآلاف من الأطفال في غزة أصبحوا عرضة للإصابة به.

ونبه غوتيريش إلى أن فيروس شلل الأطفال لا يهتم بالخطوط الفاصلة ولا يعرف الانتظار، مشددا على ضرورة بذل جهود ضخمة ومنسقة وعاجلة لمنع انتشار فيروس شلل الأطفال واحتوائه.

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية ستوفر 1.6 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال. وستقوم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بتنسيق تسليم جرعات التطعيم ومعدات سلسلة أجهزة التبريد لتخزينها.