نابلس - النجاح الإخباري - دعوا قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر الأسبوع الماضي، كلاً منحماس وغسرائيل إلى الاجتماع لإجراء مفاوضات في 15 أغسطس (آب) إما في القاهرة أو الدوحة لوضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المختطفين، حيث قال مصادر في حماس إن التوجه لدى قيادة الحركة هو المشاركة في الاجتماع المرتقب يوم الخميس المقبل، لكن شكل هذه المشاركة لم يتحدد بعد.
وحول ذلك أعرب المحلل السياسي طلال أبو ركبة في حديث خاص لـ"النجاح الإخباري"، عن أن يوم الخميس هو يوم يترقبه الفلسطينيون في قطاع غزة بأمل كبير أن يؤدي إلى وقف الإبادة الممنهجة التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ أحد عشر شهرًا تقريبًا، ولكنه حذر من التخوفات الكبيرة من أن تواصل إسرائيل مماطلتها وإفشالها لكل مساعي التهدئة ووقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن بنيامين نتنياهو والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية اعتادوا على المماطلة وكسب الوقت لإلحاق أكبر قدر من الأذى بالشعب الفلسطيني.
وأوضح أبو ركبة أن المشكلة ليست في وضع إطار جديد لصفقة الرهائن، بل في مواصلة إسرائيل لسياساتها المماطلة ورفضها الشديد للتنازلات، مثل الانسحاب من قطاع غزة ووقف شامل لإطلاق النار، وعودة النازحين بحرية.
وأكد أبو ركبة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنظر إلى مسألة وقف إطلاق النار على أنها ليست الشكل النهائي لتحقيق النصر الكامل الذي يتحدث عنه نتنياهو، بل تهدف إلى الوصول لحالة استسلام الفلسطينيين نفسيًا وإقناعهم بعدم جدوى مقاومتهم للاحتلال، حيث يرى أن إسرائيل تتبع ثلاث مراحل في تعاملها مع الفلسطينيين: الردع، الردع الجسيم، والحسم النهائي للصراع.
وربط أبو ركبة بين ما يحدث في غزة والجبهات الأخرى، مشيرًا إلى أن إسرائيل ليست قلقة من الانزلاق إلى حرب إقليمية، وتدرك أن الغرب لن يتخلى عنها، حيث تحاول إسرائيل أن تصور ما يحدث في غزة على أنه جزء من مواجهة شاملة مع محور المقاومة بقيادة إيران وحزب الله والحوثيين، بهدف تشويه النضال الوطني الفلسطيني.
وختم طلال أبو ركبة حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل تعتزم توجيه ضربة استباقية شاملة لإيران، معتبرة المشروع النووي الإيراني هاجسًا كبيرًا، وأكد على أن الإدارة الأمريكية الحالية لا ترغب في الانجرار إلى حرب مفتوحة جديدة، خصوصًا بعد الفشل في أفغانستان والعراق وأوكرانيا، وتسعى لضبط الأمور وعدم التصعيد باتجاه استراتيجيات قد تضر بمصالحها في المنطقة العربية والعالم العربي.