نابلس - النجاح الإخباري - تتضارب التصريحات المختلفة حول المفاوضات بين حماس وحكومة الاحتلال للتوصل إلى صفقة تبادل، حيث في الساعات الأخيرة قال وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت: "إن الظروف نضجت لاتمام صفقة تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة من خلال المفاوضات الجارية عبر الوسطاء".
وحول ذلك أشار المحلل السياسي أيمن يوسف في حديث خاص لل"النجاح الإخباري"، إلى أن نتنياهو يتبع استراتيجية تعتمد على إضاعة الوقت وتعطيل المفاوضات لتحقيق مصالحه الحزبية والشخصية، تشمل إرسال وفود إلى القاهرة والدوحة بدون صلاحيات حقيقية ثم إعادتهم في نفس اليوم مع طلبات جديدة. من بين هذه الطلبات احتلال معبر رفح لفترة طويلة ومنع عودة الشباب دون سن الثلاثين إلى شمال قطاع غزة إلا بتنسيق أمني، وأكد أيضا أن نتنياهو هو المعطل الرئيسي للصفقة، مشيراً إلى أن أي تقدم في الصفقة قد يعني نهاية حكومة الاحتلال المدعومة من الأحزاب اليمينية.
وبالرغم من أن جيش الاحتلال يصرح بأنه استنفد كافة الأهداف في قطاع غزة، إلا أن يوسف يرى أن جيش الاحتلال لا يزال لديه رغبة في استمرار القتال، ويسعى للسيطرة الكاملة على القطاع، ويرى في المعارك وسيلة لتحقيق أهدافه حتى وإن كانت هناك خلافات حول الأولويات، وتوقع يوسف أن تستمر هذه الوضعية حتى زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، مشيراً إلى احتمال حدوث اختراق في المفاوضات أو تصعيد ميداني يتمثل في مجازر كما هو الحال حالياً في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وحول السيناريوهات المحتملة تناول يوسف السيناريوهات المستقبلية، مشيراً إلى أن نتنياهو قد يواجه معارضة داخلية من جيش الاحتلال وأجهزة الأمن، إضافة إلى انشقاق محتمل داخل حزب الليكود، وهذه العوامل قد تؤدي إلى زعزعة الحكومة الحالية. في المقابل، قد يؤدي الضغط الشعبي إلى إجبار الحكومة على التوصل إلى صفقة.
وفيما يتعلق بجبهة الشمال، أشار يوسف إلى أن التهديدات الإسرائيلية خفت وتيرتها، وذلك في ضوء الترتيبات لزيارة نتنياهو إلى واشنطن والخلافات المتزايدة بين نتنياهو ووزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، وقال يوسف "أنه لا يستبعد أن يؤدي انشقاق غالانت عن حزب الليكود إلى فقدان حكومة الاحتلال أغلبيتها البرلمانية البسيطة، مما قد يدعم جيش الاحتلال وأجهزة الأمن في زعزعة الحكومة الحالية".
الضغط الداخلي على نتنياهو والمعارضة الإسرائيلية
حيث لا توجد ضغوط داخلية ناضجة تطالب نتنياهو بوقف الحرب أو بالدخول في صفقة تبادل، ما يثير تساؤلات حول ضعف المعارضة أو وجود إجماع على استمرار الأعمال العسكرية.
وحول ذلك وضح المحلل السياسي أيمن يوسف بأن الأمر يجمع بين الاثنين: ضعف المعارضة والإجماع على استمرار العمليات العسكرية. وأوضح أن استطلاعات الرأي الإسرائيلية تظهر تأييداً كبيراً لاستمرار جيش الاحتلال في المعركة، مشيراً إلى أن حوالي 60% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل الأسرى، بينما نفس النسبة تقريباً تؤيد استمرار العمليات العسكرية، هذه النتائج تساعد نتنياهو في إحكام السيطرة على الداخل الإسرائيلي وعلى النظام السياسي والمجتمع.
وأشار يوسف إلى أن المعارضة الإسرائيلية لم تتمكن بعد من توحيد خطابها السياسي، مما يجعل من الصعب تحديد من هو الزعيم الحقيقي للمعارضة، سواء كان بني غانتس، يائير لبيد، أو أفيغدور ليبرمان. ولفت الانتباه إلى أن المعارضة تركز على انتقاد نتنياهو دون تقديم استراتيجية بديلة.
وتطرق يوسف في حديثه لل"النجاح الإخباري" حول تأثير الانتخابات الأمريكية على الوضع الإسرائيلي، وأوضح أن نتنياهو يدعم ترامب بشكل واضح، ويعتقد أن التعامل مع ترامب سيكون أسهل وأكثر دعماً لإسرائيل. من ناحية أخرى، ويبدو أن بايدن فقد الكثير من الدعم داخل الولايات المتحدة بسبب سياسته تجاه الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مما قد يصب في صالح ترامب.
قضية نقص الأسلحة والمدربين
حيث نشرت "يديعوت أحرونوت" تقرير بشأن نقص المدربين والأسلحة في جيش الاحتلال، وخاصة في سلاح المدرعات، ووضح يوسف أن هذا التقرير معتبراً أن الرواية غير واقعية، حيث لم يحدث نقص في السلاح في إسرائيل منذ 75 عاماً، ولكنه أشار إلى أن النقص قد يكون في العنصر البشري. وأضاف أن هذا الادعاء ربما يستخدم كذريعة لتجنيد المزيد من اليهود المتدينين (الحريديم) واليهود الشرقيين في جيش الاحتلال.
وختم أيمن يوسف حديثه بالتأكيد على أن الخسائر في سلاح البر والمدرعات هي نتيجة طبيعية للمعركة البرية الدائرة، وأن هناك جهوداً كبيرة لتجنيد المزيد من الأفراد ودعم الجيش من الداخل الإسرائيلي، مع التركيز على إقناع الحريديم بالانضمام لجيش الاحتلال.