نابلس - النجاح الإخباري - خاص- بعد امتناع الولايات المتحدة الأميركية عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن وهو ما أفضى إلى تمرير قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال رمضان، ورفض إسرائيل الانصياع للقرار، تصاعد التوتر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، فما هي ارتدادات هذا الخلاف، وهل هو خلاف استراتيجي أم تبادل للأدوار؟

الكاتب والمحلل السياسي، راسم عبيدات يقول لـ"النجاح": هناك إجماع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على أهداف الحرب، ولكن الخلاف حول أساليب وأليات تحقيق أهداف هذه الحرب الولايات المتحدة الأمريكية لاعتبارات متعلقة في الداخل الأمريكي، بمعنى اقتراب الانتخابات الأمريكية وحالة التردد في بعض الولايات التي تقطنها أغلبية عربية إسلامية مثل ميتشغان وبنسلفانيا، والتي تصوت إلى ضد إعادة انتخاب بايدن للرئاسة الأمريكية احتجاجا على الدور الأمريكي بالمشاركة في حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

-خلاف حول الأساليب-

وتقول الولايات المتحدة إنه لا يتوجب على إسرائيل القيام بعملية عسكرية واسعة في رفح خشية من وقوع عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، والضغط على الحدود المصرية، ويرى عبيدات أن الولايات المتحدة تبحث عن بدائل، والبدائل التي تقترحها هي السيطرة على معبر فيلادلفيا.

ويقول عبيدات: "هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الأهداف، ولكن الخلاف حول أساليب وآليات تحقيق هذه الأهداف، ولذلك نتنياهو في إطار الأزمات الداخلية التي يعيشها يصعد من لهجة خطابه، وهذا التصعيد هو من أجل أن يحقق إنجازات سياسية الداخل في الداخل الإسرائيلي، ويرفع من رصيد حزب الليكود والقوى اليمينية والمتطرفة حتى يظهر بأنه بطل قومي يعترض على السياسات الأمريكية".

  • تطويق الصراع-

بدوره يرى الباحث في قضايا الصراع نزال نزال إن هدف الولايات المتحدة هو تطويق الصراع فقط داخل قطاع غزة، ويقول نزال في حديث لـ"النجاح": "الولايات المتحدة الأميركية سعت منذ اللحظة الأولى أن تبقي الحرب حبيسة داخل قطاع غزة نظرا إلى المصالح الكبيرة للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة".

ويعتقد نزال أن نتنياهو يعلم كذلك أن جيشه غير قادر على القتال على أكثر من جبهة، فهو يقاتل منذ 6 أشهر في قطاع غزة ولم يحسم المعركة ويحقق أهدافه.

ويضيف نزال: "إسرائيل تدرك تماما أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتركها وحيدة ولكن الديمقراطيين (وخاصة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن) وجه رسائل تحذيرية إلى إسرائيل أعتقد من تحت الطاولة وهي عدم الانجرار إلى حرب واسعة في منطقة الشرق الأوسط، أنتم لستم قادرين على حسمها، ونحن لسنا لدينا الاستعداد للدخول في حرب تكلفنا بعثرة أوراق تحتاج مئة عام من الترتيب".

  • واشنطن تريد حروباً مرتبة-

ويزداد التوتر بين حزب الله وإسرائيل وتتصاعد وتيرة النيران المتبادلة يومياً،وتوقع نزال تصاعد الصراع في المنطقة وخاصة على الجبهة الشمالية للاحتلال الإسرائيلي، وقال: " أعتقد أن نتنياهو ذاهب باتجاه حرب مع جنوب لبنان، يعني لا أعتقد أن يترك نتنياهو الشمال بهذه الطريقة".

وتابع نزال: "الجميع يعلم أن لبنان سيدمر لأن الحرب ستكون على الدولة اللبنانية وليس على الحزب يعني بشكل عام أعتقد أن الحرب في منطقة الشرق الأوسط ستستمر، ولكن بطريقة تريدها أميركا مرتبة بمعنى جبهة جبهة خطوة خطوة وليس يعني إطلاق العنان للصواريخ والمقاتلات في كل الاتجاهات".