النجاح الإخباري - في خطوة سياسية بارزة، تستعد بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطين خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة.

هذه الخطوة، التي نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن التايمز البريطانية، وتناولتها الحافة العبرية والعالمية تأتي في لحظة دقيقة على الصعيدين الدبلوماسي والإنساني، وقد تشكل بداية لتحولات كبرى في الموقف الأوروبي والدولي من القضية الفلسطينية.
وفقًا للتقارير، كان من المقرر الإعلان عن الاعتراف البريطاني في وقت أبكر، إلا أن لندن فضّلت تأجيله إلى ما بعد زيارة ترامب، خشية أن يطغى على المؤتمر الصحفي المشترك المخطط عقده في مقر “تشيكرز”، ما يعكس حرص الحكومة البريطانية على تسجيل موقف واضح يعيد التوازن إلى سياستها الخارجية بعد سنوات من التردد حول الملف الفلسطيني. ورغم معارضة الإدارة الأميركية الرسمية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإن دولًا أخرى من بينها فرنسا وأستراليا وكندا تخطط لاتخاذ خطوات مماثلة خلال قمة الأمم المتحدة المقبلة، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

وفي سياق متصل، يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في عملياته العسكرية في قطاع غزة، وسط مزاعم إسرائيلية بوجود نحو 7,500 مقاتل من حماس والجهاد الإسلامي في مدينة غزة وحدها، حيث أوردت صحيفة يديعوت أحرنوت أن حماس تسعى لإعادة بناء قوتها عبر تجنيد عناصر جديدة وحفر أنفاق وتحضير عمليات تفجيرية.

وتستمر التداعيات الإنسانية، إذ تم فتح ممر إضافي ومؤقت لإجلاء المدنيين جنوبًا، على أن يبقى الممر مفتوحًا حتى 19 سبتمبر 2025 الساعة 12:00 ظهرًا.

إضافة إلى البعد العسكري، برزت جهود قطر للعودة إلى الوساطة في ملف المفاوضات حول الأسرى وإنهاء العمليات العسكرية، فيما أكد القيادي في حماس، غازي حمد، أن القيادة نجت من قصف استهدف اجتماعها في الدوحة، مشيرًا إلى تغيّر شروط المقترحات الأميركية بالتنسيق مع إسرائيل، وأن القصف جاء بموافقة الرئيس ترامب، بحسب يديعوت أحرونوت.

تكتسب الخطوة البريطانية أهمية خاصة في ظل الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء كير ستارمر من نواب حزب العمال، بسبب التدهور الإنساني في غزة، وربط اعترافه بالدولة الفلسطينية بتحقيق شروط السلام المستدامة القائمة على حل الدولتين والسماح باستئناف إدخال المساعدات، بحسب تقرير رويترز.

وعلى الصعيد الإنساني، وصف عمدة لندن صادق خان الوضع في غزة بأنه “إبادة جماعية”، مشيرًا إلى وفاة 20 ألف طفل نتيجة سياسات الحكومة الإسرائيلية، وانهيار النظام الصحي، وغياب الإمدادات الأساسية، حسب تقرير الجارديان البريطانية. كذلك، خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى وجود “أسس معقولة” للاعتقاد بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وهو ما رفضته وزارة الخارجية الإسرائيلية واعتبرته “منحازًا وزائفًا”.

ويأتي هذا الإعلان وسط اعتراف 147 دولة بالفعل بدولة فلسطين من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة، ما يجعل خطوة بريطانيا إضافة نوعية إلى قائمة الدول المعترفة، ويشكل – بحسب مراقبين – مؤشرًا على تحول محتمل في الموقف الأوروبي والدولي تجاه حل الدولتين ووقف الانتهاكات الإنسانية في غزة.


الاعتراف البريطاني المتوقع بدولة فلسطين يمثل أكثر من خطوة رمزية؛ إنه مؤشر على تحول محتمل في الموقف الأوروبي والدولي من القضية الفلسطينية، ويعيد رسم ملامح المشهد الدبلوماسي في المنطقة. بالنسبة للفلسطينيين، قد يكون بمثابة تصحيح لمسار طال انتظاره، بينما تخشى إسرائيل أن يتحول هذا القرار إلى ضغط دبلوماسي إضافي يزيد من عزلتها في الغرب، ويضع تساؤلات كبيرة حول مدى تأثيره على سياسات الدول الكبرى تجاه الملف الفلسطيني مستقبلاً.