النجاح الإخباري - تعيش إسرائيل حالة من القلق المتصاعد على مصير الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، مع إعلان الجيش الإسرائيلي استعداده لتوسيع عملياته البرية داخل مدينة غزة، في إطار ما يسميه “عملية مركبات جدعون ب’”.

صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن المراسل العسكري يوآف زيتون أن قيادة الجيش أبلغت عائلات الأسرى بأن أي تحرك عسكري في عمق المدينة يحمل مخاطر حقيقية على حياة ذويهم، مؤكدة أن العمليات ستُدار بـ”أقصى درجات الحذر”.

خشية من تهريب الأسرى وسط الإخلاء

وفقًا للتقديرات الإسرائيلية، هناك خشية جدية من أن تستغل حركة حماس عمليات الإخلاء الجماعي في غزة لإخفاء الأسرى وتهريبهم وسط المدنيين، وهو سيناريو سبق أن حذرت منه المؤسسة الأمنية. وتخشى تل أبيب أيضًا أن تلجأ الحركة إلى قتل بعض الأسرى في حال شعرت بتهديد مباشر لاحتجازهم.

موقف الجيش الإسرائيلي

رئيس الأركان هرتسي هليفي شدد في اجتماع مع قادة الجيش على ضرورة إدارة العمليات بدقة وحذر، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية باتت تسيطر على نحو 40% من مساحة قطاع غزة. وأكد أن الخطة المقبلة تستهدف توسيع رقعة السيطرة داخل مدينة غزة ومحيطها.

في المقابل، يرى محللون عسكريون في إسرائيل أن استمرار المعارك في بيئة حضرية مكتظة يزيد من صعوبة المهمة، ويجعل أي خطأ أو مواجهة مباشرة عرضة لإلحاق الضرر بالأسرى أنفسهم، وهو ما يُعد “كابوسًا سياسيًا وأمنيًا” للحكومة الإسرائيلية.

خيار صفقة جزئية

إلى جانب التحركات العسكرية، كشفت مصادر إسرائيلية عن أن المؤسسة الأمنية لا تزال تدرس خيار التوصل إلى صفقة جزئية مع حركة حماس، تسمح بإطلاق دفعة من الأسرى مقابل تسهيلات إنسانية أو وقف مؤقت لإطلاق النار. مثل هذه الخطوة، بحسب مراقبين، قد تتيح للجيش هامشًا أوسع للتحرك البري وتخفف من الضغوط الداخلية المتزايدة.

شبح “الحكم العسكري

و في حال فشل المسارات السياسية والعسكرية الحالية، يلوح في إسرائيل خيار فرض “إدارة عسكرية مباشرة” على بعض مناطق القطاع، وهو خيار يثير جدلاً واسعًا داخل الأوساط الأمنية والسياسية، خاصة في ظل التعقيدات الميدانية والإنسانية.

ضغط داخلي وخارجي

ملف الأسرى بات من أبرز القضايا الضاغطة على حكومة بنيامين نتنياهو، مع تصاعد الاحتجاجات في تل أبيب ومدن أخرى للمطالبة بإنجاز صفقة تبادل تضمن عودة المحتجزين أحياء. في الوقت نفسه، يواجه الجيش تحديات كبيرة في إدارة المعركة داخل غزة، حيث تحذر منظمات حقوقية دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية مع استمرار العمليات.