النجاح الإخباري - في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوقف حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، اختار وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن يوجّه صفعة مدوّية لكل التحذيرات، معلنًا من قلب مستوطنة معاليه أدوميم بدء تنفيذ مخطط البناء في منطقة E1.
خطوة وُصفت في الإعلام العبري بأنها "انتحار سياسي وأمني"، ليس فقط لأنها تقضي على ما تبقى من إمكانية لقيام دولة فلسطينية، بل لأنها – وفق محللين إسرائيليين – تهدد بدفن المشروع الصهيوني نفسه، وإغراق إسرائيل في عزلة دولية خانقة.
في قراءة خاصة لـ"النجاح الإخباري" لما نشرته وسائل الإعلام العبرية، ومن بينها صحيفة تايمز أوف إسرائيل، يتضح أن وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بطرحه يقدم على "انتحار سياسي وأمني" ويفتح الباب أمام عزلة دولية خانقة تهدد مستقبل الكيان نفسه.
خطة تقطع أوصال الضفة وتخنق القدس
المخطط، الذي يشمل بناء 3401 وحدة استيطانية على مساحة تقارب 12 كم² بين القدس ومعاليه أدوميم، سيخلق تواصلًا استيطانيًا يقطع أوصال الضفة الغربية ويفصل شمالها عن جنوبها، ويعزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني.
ويؤكد محللون إسرائيليون أن هذه الخطوة تمثل "ضربة قاضية لأي مسار نحو حل الدولتين"، وتجعل أي مفاوضات مستقبلية مجرد وهم سياسي.
تصعيد مقصود وإشعال محتمل
بحسب التقارير العبرية، فإن المشروع كان معلّقًا منذ سنوات بفعل الضغوط الدولية، لكنه أُعيد إلى الواجهة بقرار من سموتريتش ووزيرة "المستوطنات" أوريت ستروك، وسط تحذيرات من أن التنفيذ قد يشعل انتفاضة ثالثة ويفجّر الأوضاع الميدانية.
في هذا السياق، تقول تايمز أوف إسرائيل:
"خطة كهذه متوقع أن تثير انتقادات حادة عالميًا، وتدفع الضفة إلى حافة الانفجار."
انتقادات من قلب إسرائيل
في مقالها، وصفت الكاتبة الإسرائيلية ناڤاه روزوليو سموتريتش بأنه:
"مزيج مرعب من المَسيَحانية، الغطرسة، الغباء، وانعدام المسؤولية".
وحذّرت من أن فرض السيادة على الضفة سيجرّ إسرائيل نحو مقاطعة أكاديمية وثقافية واقتصادية ودبلوماسية غير مسبوقة، ويُفشل أي تحالفات إقليمية، خاصة ضد إيران.
اتهامات مباشرة لنتنياهو ودعوات للمواجهة
روزوليو لم توفر رئيس وزراء الاحتلال من النقد، بل حمّلته المسؤولية عن تمكين سموتريتش "حفاظًا على ائتلافه الهش"، معتبرة أن الخطة تدفع إسرائيل نحو:
"دولة ثنائية القومية دامية يحكمها الإرهاب اليهودي والفلسطيني معًا."
ودعت الإسرائيليين، بمن فيهم أنصار الحكومة، إلى "التحرك العاجل لوقف الكارثة المقبلة".
انعكاسات دولية واقتصادية قاتلة
التحذيرات الإسرائيلية تشير إلى أن ضم ملايين الفلسطينيين دون منحهم حقوقًا كاملة سيجعل إسرائيل في مواجهة مباشرة مع القانون الدولي، ويعمّق عزلتها، في ظل موجة مقاطعة تتسع وتشمل حتى قطاعات التكنولوجيا والسلاح.
"إسرائيل أصبحت أصلًا دولة منبوذة بفضل سياسات الحكومة، والمقاطعة الدولية في تصاعد مستمر." – تايمز أوف إسرائيل.
مشروع E1 ليس مجرد توسع استيطاني، بل مخطط استراتيجي لحسم الصراع ميدانيًا لصالح إسرائيل عبر إنهاء أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا. لكن التحذيرات من داخل الإعلام العبري تكشف أن هذا المسار قد يقود إلى أزمة وجودية داخل إسرائيل نفسها، وأن من يفاخر بـ"دفن الحلم الفلسطيني" قد يكون – كما يصفه خصومه – حفّار قبر لمشروعه الصهيوني، مدفوعًا بخيارات قد تُدخل المنطقة كلها في دوامة لا تنتهي من العزلة والانهيار.