النجاح الإخباري - كشف تقرير مشترك لموقع ميديا بارت بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية، عن وفاة أكثر من 100 فلسطيني، أغلبهم من الأطفال، جوعًا في قطاع غزة منذ بداية الحرب المستمرة. وأكدت الأمم المتحدة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤول عن مقتل أكثر من ألف شخص كانوا يسعون للحصول على الغذاء منذ نهاية مايو/أيار الماضي.

يستعرض التقرير قصة الأخصائي الاجتماعي صهيب أبو سيف، البالغ من العمر 30 عامًا، الذي قضى شهرًا كاملاً يحاول شراء دقيق في ظل ارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات، حتى تمكن من الحصول على كيلوغرام واحد مقابل نحو 40 دولارًا. قال صهيب عبر الهاتف: "يكفينا يوماً واحداً فقط. لا يهمني الموت، لكن رؤية طفلتي جائعة لا أطيقها".

وأشار التقرير إلى أن المواد الغذائية الأساسية مثل اللحوم والأسماك والبيض اختفت من الأسواق منذ فبراير/شباط، ما أدى إلى انهيار العديد من السكان جوعًا في الشوارع.

من جانبه، أوضح محمد أبو مغيصيب، المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود، في تصريحات نقلها التقرير، أنه كان يعيش على وجبة واحدة يوميًا في نهاية مايو، ويأكل الآن مرة كل يومين. وأضاف: "نعالج المرضى الجائعين ونحن أيضًا نتضور جوعًا. يُتوقع منا إنقاذ الأرواح في حين أن حياتنا تتدهور ببطء".

وفي نفس السياق، حذر محمد صقر، مدير التمريض في مستشفى ناصر بخان يونس، من شح الموارد الطبية قائلاً: "نحن على وشك تعليق خدمات الرعاية بسبب نقص الشاش والضمادات والمحاقن. الجوع لا يرحم، ويطال جميع الطبقات الاجتماعية".

وأبرزت السفيرة الفلسطينية في فرنسا، هالة أبو حصيرة، محادثة هاتفية مع عمها في غزة الذي لم يتناول طعامًا منذ أربعة أيام، معربة عن استنكارها الشديد لاستخدام المجاعة كسلاح حرب دون محاسبة، في ظل صمت دولي شبه تام.

وفي حصيلة رسمية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة 101 فلسطينيًا بسبب المجاعة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 80 طفلاً، فيما تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) دخول 112 طفلًا يوميًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج من سوء التغذية.

من جانبها، أوضحت تمارا الرفاعي، مديرة العلاقات الخارجية والاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن "مخازن غزة فارغة منذ عدة أسابيع، رغم توافر الإمدادات في مخازن الوكالة بمصر والأردن، إلا أن إسرائيل تمنع دخولها".

ويضيف التقرير أن محاولات الحصول على المساعدات الغذائية محفوفة بالمخاطر، حيث قتل أكثر من ألف شخص منذ نهاية مايو أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة. كما أشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي فتح النار على متجمعين أثناء عمليات توزيع المساعدات، مما أدى إلى مقتل 99 مدنيًا، بحسب وصف الفلسطينيين لما أسموه "ألعاب الجوع".

من جهته، أقر جيش الاحتلال بأن الطلقات التي أطلقت كانت "تحذيرية"، فيما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن جندي إسرائيلي أن قواعد الاشتباك تسمح باستخدام القوة بشكل واسع في مواجهة المتجمعين، إذا شعر الجنود بأن حياتهم مهددة.

دوليًا، طالبت 25 دولة غربية، بينها فرنسا، بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة أن "معاناة المدنيين بلغت مستويات غير مسبوقة"، ودعت إلى خطوات سياسية لتحقيق السلام في المنطقة. من جانبها، رفضت وزارة خارجية الاحتلال هذه الدعوات، معتبرة أنها "لا تعكس الواقع".

وخلال الأزمة، برزت ظاهرة تجار الحرب الذين يعيدون بيع المواد الغذائية المخصصة للمساعدات بأسعار مرتفعة، ما أدى إلى احتجاجات وإغلاق مؤقت للأسواق، إلا أن الأسعار عادت للارتفاع بعد إعادة فتحها.

المصادر:

  • تقرير موقع ميديا بارت (ميديا بارت)

  • تقارير الأمم المتحدة، من بينها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، منظمة اليونيسيف، وكالة الأونروا

  • تصريحات منظمة أطباء بلا حدود

  • وزارة الصحة الفلسطينية

  • تصريحات مسؤولين في مستشفى ناصر بخان يونس

  • بيانات وتقارير صحفية من صحيفتي وول ستريت جورنال والشرق الأوسط

  • تصريحات وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي