خاص - النجاح الإخباري - مع استمرار الحرب على غزة ومواصلة آلة الحرب الإسرائيلية استهداف المدنيين والمنشآت والمؤسسات الطبية مخلفة دمارًا شاملاً ونزوحًا غير مسبوق، في الجهة الأخرى تستمر المفاوضات والتدخلات الدبلوماسية لوقف إطلاق النار وإنفاذ شروط تضمن انتهاء هذه االحرب.

مؤامرات في الكواليس

وفي السياق جاءت تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من واشنطن لتكشف عن وجه آخر من الصراع، الوجه السياسي الذي يُرسم خلف الكواليس، في ممرات البيت الأبيض وأروقة المؤتمرات.

ففي لقاء جمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشف نتنياهو — بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" (7/7/2025) — أن مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، الذي طُرح سابقًا ضمن رؤية ترامب في فبراير/ شباط الماضي، لا يزال مطروحًا بقوة، بل ويجري العمل عليه بشكل فعلي. حيث قال صراحة: "فكرة الإخلاء من غزة فكرة رائعة... من يريد المغادرة فليغادر"، مضيفًا: "نعمل مع الولايات المتحدة لإيجاد دول تمنح الفلسطينيين مستقبلاً أفضل".

تصعيد خطير 

هذا التصريح الذي مرّ في الإعلام العبري والدولي مرورًا عابرًا، يُعتبر من وجهة نظر فلسطينية تصعيدًا سياسيًا خطيرًا، يعيد إلى الأذهان نكبة 1948، ويكشف عن نية مبيّتة لترسيخ مشروع تطهير عرقي تدريجي بحق سكان القطاع، لا سيّما في ظل الحصار المطبق، واستمرار محاولات تركيعهم عبر التجويع والقصف والتهجير القسري نحو الجنوب.

في الوقت ذاته، وبينما روّج الإعلام العبري لتفاؤل "حذر" بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار، نقل موقع "واللا" الإخباري عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع من واشنطن أن الصفقة "غير مؤكدة هذا الأسبوع"، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تستبعد السيطرة المؤقتة على غزة، في تلميح إلى استمرار الحلول العسكرية على حساب المسارات السياسية والإنسانية.

وفي سلسلة لقاءات أجراها نتنياهو في العاصمة الأميركية، أبرزها مع وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف، تم تناول ملفات استراتيجية: من بينها الملف الإيراني، مستقبل غزة، والتطبيع مع النظام السوري، في مشهد سياسي يعكس إعادة رسم لموازين القوى في المنطقة، في غياب كامل للتمثيل الفلسطيني أو الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة، كما نقلت صحيفة "معاريف" (6/7/2025).

وفيما وُصفت المحادثات بأنها فرصة "لتحقيق السلام"، بحسب تصريحات ترامب خلال لقائه بنتنياهو والتي نقلتها قناة فوكس نيوز، لم يكن السلام هنا إلا على مقاس الرؤية الإسرائيلية - الأميركية: سلام يُفرّغ الفلسطينيين من أرضهم، ويفرض عليهم إما الرحيل أو القبول بحكم ذاتي منزوع السيادة.