خاص - النجاح الإخباري - تتواصل الجهود الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة على قطاع غزة، وسط تفاؤل حذر بإمكانية التوصل إلى صفقة تساهم في تخفيف الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، في ظل ضغوط أمريكية وتغيّرات إقليمية مؤثرة في مواقف الأطراف.
انفتاح إسرائيلي مشروط
تشهد الأوساط السياسية الإسرائيلية ما وُصف بـ"تفاؤل متزايد" بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وسط تقديرات بإمكانية تحقيق اتفاق شامل يعيد جميع الأسرى الإسرائيليين، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الحكومة مستعدة للدخول في مفاوضات موسعة، وأشارت إلى أن موافقة حماس على المقترح المطروح قد تفتح الباب أمام وقف العمليات العسكرية في غزة.
وبحسب القناة، فإن إسرائيل تستعد لإرسال وفد تفاوضي إلى القاهرة أو الدوحة في حال تلقت ردًا إيجابيًا من حماس، من أجل بحث تفاصيل الاتفاق، بما يشمل ترتيبات انسحاب قوات الاحتلال من القطاع وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية للسكان.
مقترح هدنة قيد الدراسة
من جانبها، كشفت مصادر في حركة حماس عن وجود مقترح يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يترافق مع الإفراج التدريجي عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانًا، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، إلى جانب توسيع المساعدات المقدمة لغزة.
وأكدت الحركة أنها تدرس المقترح ضمن مشاورات وطنية موسعة مع مختلف الفصائل الفلسطينية لتوحيد الموقف، مشيرة إلى أن الرد الرسمي قد يصدر خلال ساعات.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر في حماس قولها إن الحركة تميل إلى القبول بالمقترح، وأنها أبلغت بعض الأطراف نيتها الرد بإيجابية في وقت متأخر من الخميس أو فجر الجمعة.
وبحسب المصادر، فإن بعض الترتيبات الفنية لا تزال قيد التوافق، وهي تشبه إلى حد كبير تلك التي سبقت الإعلان عن اتفاق التهدئة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكانت مصادر من الحركة قالت لـ"الشرق الأوسط" (الأربعاء) إن قيادة "حماس" نقلت المقترح إلى الفصائل الفلسطينية للتدارس بشأنه؛ رغبةً منها في الحصول على «إجماع فلسطيني في تأييد أي اتفاق قد يتم الوصول إليه».
تهديدات إسرائيلية بمواصلة العدوان
ورغم مؤشرات الانفتاح على التفاوض، شدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع وزاري، على ضرورة استكمال العمليات العسكرية بعد أي صفقة تبادل، مؤكدًا أن الهدف يبقى "إجبار" المقاومة على الاستسلام وتجريد القطاع من سلاحه.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر مقربة من نتنياهو أن إسرائيل لا ترى نهاية للحرب دون إزاحة قيادة حماس ونزع سلاح المقاومة، ما يجعل أي اتفاق مؤقتًا ومعرضًا للانهيار في حال لم تُلبِّ الحركة شروط الاحتلال.
ضغوط أمريكية وتنسيق سياسي
في سياق متصل، ألمح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى دعم جهود التهدئة، محذرًا من تداعيات رفض المقترح من قبل حماس. وأعلن عبر منصته "تروث سوشيال" عن وجود تنسيق مع حكومة الاحتلال بشأن وقف إطلاق نار مؤقت لمدة شهرين، يهدف إلى دفع الحركة نحو قبول شروط التفاوض.
رغم ذلك، تواصل المقاومة الفلسطينية التأكيد على تمسكها بوقف العدوان ورفع الحصار، والإفراج عن الأسرى ضمن صفقة مشرفة لا تمس بالحقوق الوطنية، بينما تصرّ إسرائيل على فرض أجندتها السياسية والعسكرية.
معاناة إنسانية وأمل بالانفراج
وبين ضغوط الميدان وتجاذبات السياسة، تبقى آمال العائلات الفلسطينية معلّقة على نجاح أي اتفاق عادل يوقف نزيف الدم، ويخفف من حدة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة منذ أشهر.