النجاح الإخباري - منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وإيران يوم الجمعة الماضي، وتبادل الضربات الصاروخية والمسيرات بين الجانبين، قد حذرت جهات ومؤسسات محلية فلسطينية من خطر شظايا الصواريخ.
فعند سقوط صاروخ أو اعتراضه تتناثر شظايا معدنية حادة بدرجة حرارة ملتهبة بسرعة عالية في محيط واسع، وقد تُصيب الأشخاص حتى على بُعد مئات الأمتار إصابات خطيرة أو قاتلة، بالإضافة إلى الأضرار المادية التي تُلحقها بالمباني والمركبات.
شظايا الصواريخ .. خطورة بالغة
وفي هذا السياق، تطرق مدير مركز التخطيط الحضري للمدن والحد من الكوارث في جامعة النجاح الوطنية د. جلال الدبيك إلى التهديد المتزايد الناتج عن تساقط شظايا الصواريخ – سواء الاعتراضية أو الهجومية – في عدد من مناطق الضفة الغربية، مؤكدًا أن القرب الجغرافي بين التجمعات الفلسطينية والمستوطنات الإسرائيلية يزيد من احتمالية المخاطر، حتى في ظل دقة الصواريخ الحديثة.
وقال في حديثٍ لإذاعة صوت النجاح: "رصدنا تساقطًا لبقايا صواريخ تتفاوت أحجامها من قطع صغيرة إلى كبيرة جدًا، وفي حال سقوط إحداها على شخص بشكل مباشر فإنها قد تؤدي إلى إصابة خطيرة أو الوفاة". وأضاف أن التقييم العلمي لتلك المخاطر يصنّفها ضمن "المخاطر المرتفعة"، مشددًا على ضرورة الالتزام بإجراءات وقائية تقلل من هذه المخاطر إلى مستويات مقبولة.
سلوكيات خاطئة خلال أوقات الخطر
وحذر الدبيك من بعض السلوكيات المجتمعية السائدة خلال أوقات الخطر، مثل التجمهر في الشوارع، أو التواجد على الشرفات وأسطح المنازل أثناء القصف، معتبراً أنها مخالفة واضحة لتعليمات السلامة الصادرة عن الجهات المختصة، وتضاعف من حجم الخطر.
مشدداً على أهمية الالتزام بالحد الأدنى من السلوك الوقائي، حتى من دون توفر ملاجئ وغرف آمنة، مضيفاً "سلوك بشري بسيط يمكن أن يقلل المخاطر من مستوى مرتفع إلى منخفض".
وقد أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أمس الإثنين تسجيل 80 حالة على الأقل سقوط لصواريخ وشظايا، ما أدى لإصابة 7 مواطنين غالبيتهم من الأطفال وصفت جراحهم بالطفيفة منذ بدء المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران الجمعة الماضية، إلى جانب تضرر 25 منزلا تضررت بشكل بسيط، إضافة إلى مركبتين، وإحراق أشجار في أراضي مفتوحة.
ولفت الدفاع المدني إلى أن غالبية الصواريخ والشظايا التي سقطت في الضفة الغربية كانت في القرى والبلدات المحاذية لأراضي الـ 48.
تحذيرات من تخزين البنزين والديزل
ولفت الدبيك الأنظار إلى مسألة بالغة الخطورة تتعلق بقيام بعض المواطنين بتخزين جالونات من الوقود (الديزل والبنزين) في المنازل أو المحال التجارية، تحسبًا لانقطاع المحروقات. ووصف هذه الظاهرة بأنها "كارثية" إذا لم تتم وفق ضوابط صارمة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وسقوط الشظايا.
وأوضح أن تخزين البنزين أشد خطورة من الديزل بسبب قابليته العالية للاشتعال وتطايره السريع، مشيرًا إلى أن البنزين يمكن أن يشكّل غازًا في حال حفظه في مكان مغلق، ما قد يؤدي إلى انفجار بمجرد وجود شرارة.
أما الديزل، فأكد أنه أقل خطورة لكنه يتطلب أيضًا شروط تخزين دقيقة، أبرزها أن يكون في مكان جاف، وبارد، وغير معرض لأشعة الشمس أو مصادر الحرارة، وأن يتم حفظه في أوعية آمنة ومحكمة الإغلاق.
ثلاث مراحل للتصرف أثناء الأزمات
وفي ختام حديثه، شدد الدبيك على أهمية إعداد المواطن نفسيًا وماديًا للتعامل مع الأزمات عبر ثلاث مراحل:
ما قبل القصف – عبر الاستعداد الذهني والتزود بالمعرفة والتجهيزات الأساسية.
أثناء القصف – باتباع تعليمات السلامة وتجنب السلوكيات العشوائية.
ما بعد القصف – عبر تفادي المناطق المتضررة، وفحص الأبنية، والتبليغ عن أي مظاهر خطر.
وختم الدكتور حديثه للنجاح، بدعوة المواطنين إلى التعامل بعقلانية وحكمة، وتجنّب المبالغة أو التهويل في التصرفات، مؤكدًا أن الالتزام الفردي هو خط الدفاع الأول في وجه المخاطر.
وأكد أنه من الضروري الاحتماء في الأماكن الآمنة عند المشاهدة أو الإحساس بالخطر، واتباع تعليمات الدفاع المدني للحد من الخطر والحفاظ على الأرواح.
ومن باب المسؤولية المجتمعية وفي ظل الظروف الراهنة، أطلق مركز التخطيط الحضري للمدن والحد من الكوارث في جامعة النجاح الوطنية، سلسلة من التوصيات والإرشادات المتعلقة بالسلامة العامة، وفي ذلك أشاد الدبيك بالدور الحيوي الذي تلعبه المراكز العلمية في جامعة النجاح الوطنية، مشيرًا إلى أن الجامعة لا تقتصر على التعليم الأكاديمي فقط، بل تحتضن العديد من المراكز المتخصصة التي تخدم المجتمع في الجوانب الهندسية والطبية والاجتماعية والإدارية، وتقدّم استشارات ودراسات ميدانية، على المستوى الوطني والدولي.