النجاح الإخباري - في ندوة ضمت رياديات ونساء فاعلات من مجالات مختلفة تم أمس السبت إشهار كتاب جديد بعنوان "موسوعة نساء نابلسيات على جناح الريادة"، للباحثة والكاتبة الفلسطينية الدكتورة فاتن سلهب، وذلك خلال لقاء ثقافي احتضنه الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والأكاديمية.
وتُعدّ الموسوعة عملاً توثيقياً فريداً يسلّط الضوء على قرنٍ من العطاء النسوي في مدينة نابلس، من خلال سِيَر ما يقرب من مئة امرأة، ساهمن في الحراك الوطني، والثقافي، والعلمي، والاجتماعي في المدينة، بما يشمل الإنتاج المعرفي والتخصصي لكل منهن.
وأوضح الأستاذ تحسين يقين، الذي أدار لقاء الإشهار، أن الموسوعة تُصنّف ضمن الببليوغرافيا الأدبية، وتشكّل وثيقة نوعية تؤرّخ لحيوات نساء نابلس البارزات، عبر سرد مختصر يشبه السيرة الذاتية المصغّرة، وقد رُتّبت الأسماء هجائيًا، واعتمدت المؤلفة على عشرات المقابلات والمراجع المكتوبة والإلكترونية لتوثيقها.
وأكد يقين أن الموسوعة لا تقتصر على نساء المدينة المركزية فحسب، بل شملت أيضاً نساء من محيطها الريفي، وأخريات ارتبطن بنابلس من خلال الولادة أو العمل.
واختارت الكاتبة بدء موسوعتها بإهداء شخصي لوالدتها السيدة تمام الحاج حمد، مستعينةً بمقطع شعريّ من فاروق جويدة بعنوان "لكنها أمي"، وهو ما شكّل مدخلاً عاطفياً وإنسانياً للمادة التوثيقية.
وتميّز الغلاف بصورة جماعية لنساء نابلسيات من فئات عمرية مختلفة، تعكس الامتداد التاريخي والاجتماعي لدور المرأة في المدينة.
وصدر الكتاب حديثًا عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، ويقع في 342 صفحة من القطع المتوسط.
يُذكر أن الدكتورة فاتن سلهب، المتخصصة في علم المكتبات وقضايا المرأة، نشرت سابقاً عدداً من الكتب والدراسات، من بينها مؤلفات عن مكتبة بلدية نابلس، والناشطة مريم هاشم، إلى جانب دراستها حول حقوق المرأة الفلسطينية بين اتفاقية سيداو والتشريعات المحلية.
واعتبر متابعون أن الموسوعة تشكّل مرجعًا أكاديميًا وثقافيًا غنيًا، يمكن أن يُلهم دراسات أعمق، ومبادرات فنية وثقافية لتوثيق سِيَر النساء الفلسطينيات اللواتي لم يحظين بالتوثيق الكافي رغم أدوارهن الريادية.