النجاح الإخباري - لم يتبقَ سوى بضعة أيام حاسمة أمام الإعلان عن صمود أو انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 من يناير الماضي، حيث تتجه الأنظار إلى يوم السبت المقبل 15 من شباط الحالي، بعدما أعلنت حركة حماس عن تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم السبت إلى إشعار آخر، جراء انتهاكات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مصرية، إلى إن قطر ومصر تجريان محادثات مع حماس وإسرائيل لمنع إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار وضمان استكماله، فيما أكدت قناة "القاهرة الإخبارية" إلى أن التعقيدات السياسية والميدانية تزيد من صعوبة المهمة لدى الوسطاء.
وفي غضون ذلك، أفادت حركة حماس بأن وفداً من الحركة برئاسة خليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة، وصل إلى القاهرة وبدأ لقاءات مع المسؤولين المصريين، وأشارت الحركة في بيانها، إلى أن الحية بدأ بمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى عبر اللجان الفنية والوسطاء.
وذكرت مصادر مطلعة إلى أن الحية التقى رئيس جهاز المخابرات العامة المصري، اللواء حسن رشاد، وجرى عقد اجتماع بينهما استمر لساعات طويلة.
ووفقاً لما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط"، فإن مصادر من حركة حماس أكدت لها أن «الوسطاء عرضوا ضمانات بأن تلزم إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات حقيقية للمرحلة الثانية»، مؤكدة أن «الأجواء مشجعة». وأضافت: «إذا التزم الاحتلال ببنود الاتفاق، فستتم عملية تسليم الرهائن في وقتها من دون مشاكل"
وبحسب المصادر فإن الضمانات التي قدمها الوسطاء ستشمل بدء إدخال بيوت متنقلة وخيام ومعدات ثقيلة بشكل تدريجي، قبيل عملية تسليم الرهائن الإسرائيليين الثلاثة المرتقب تسليمهم السبت المقبل، مشيرة إلى أن الوسطاء طلبوا من قيادة «حماس» إتمام عملية التسليم في موعدها.
وتقول المصادر إن موقف قيادة «حماس» من عدم تسليم الرهائن الإسرائيليين الثلاث مرتبط بشكل أساسي بالتزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق وخاصة فيما يتعلق بالبروتوكول الإنساني، وهو الأمر المتوقع أن يحصل بدءاً من الخميس، وفي حال تم الالتزام بذلك ستتم عملية تسليم الرهائن في وقتها من دون أي مشاكل.
وتطالب حركة “حماس” الوسطاء بالضغط على إسرائيل من أجل السماح بدخول المساعدات ووقف خروقاتها التي أفضت حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 118 فلسطينيا في غزة، بالإضافة إلى 822 إصابة، منذ بدء سريان الهدنة.
وقالت حركة حماس إنها أحصت أربعة خروقات إسرائيلية للاتفاق، وهي تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف الفلسطينيين بالقطاع بالقصف وإطلاق النار عليهم، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء، وتأخير دخول احتياجات القطاع الصحية. وأوضحت أن إعلانها تأجيل الإفراج عن أسرى إسرائيليين قبل خمسة أيام من تاريخ التسليم المرتقب، السبت، لـ"إعطاء الوسطاء فرصة الضغط على إسرائيل.
وبذات السياق، قالت مصادر مصرية لـصحيفة "العربي الجديد"، إن الأمور تتجه نحو الانفراجة وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف إطلاق سراح الأسرى من الجانبين.
وكشفت المصادر أن جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر، إلى جانب تحركات ستيف وتيكوف مبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب للشرق الأوسط، نجحت حتى الآن في حل بعض الأمور العالقة، مشيرة إلى أنه تمت الموافقة لعدد من المنظمات الدولية على إدخال الوقود اللازم وإدخال معدات طبية كانت مطلوبة بشكل عاجل في القطاع.
هذا وأشارت قناة "كان الإسرائيلية" نقلاً عن مصادر مشاركة في المفاوضات الجارية "إلى أن إسرائيل ستدخل مساعدات، وأن “حماس” ستفرج عن 3 أسرى بالمقابل"
وأشارت هذه المصادر إلى أن إطلاق سراح 9 أسرى من المرحلة الأولى ليس على جدول الأعمال، وأن المساعدات التي منعت إسرائيل دخولها من المفترض أن تعبر إلى شمال قطاع غزة
فيما هدد ترامب بفتح ما أسماه بـ"أبواب الجحيم" وإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم يتم الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة بحلول الساعة 12:00 ظهرا من السبت المقبل.
كما وأرسل نتنياهو إشارات تحذيرية لحركة "حماس"، إذ قال في كلمة متلفزة الثلاثاء عقب اجتماع للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) استمر 4 ساعات، إنه أصدر تعليمات للجيش مساء الاثنين بحشد القوات داخل قطاع غزة وحوله.
وأشار إلى أن "هذا التحرك جارٍ في هذه الساعات، وسيُستكمل في أقرب وقت ممكن"
وتوعد نتنياهو بأنه "إذا لم تُعِد حماس مختطفينا بحلول ظهر السبت، فسيتم إنهاء وقف إطلاق النار، وسيستأنف الجيش الإسرائيلي القتال بكامل قوته"
وفيما لم يحدد نتنياهو عددا للأسرى الذي يطالب "حماس" بإطلاق سراحهم السبت، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من مساء الثلاثاء عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم "إذا أفرجت حماس عن 3 مختطفين يوم السبت فإن المرحلة الأولى من الاتفاق ستستمر"
إلى ذلك، توعد وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، الأربعاء، بالعودة إلى الحرب ما لم تفرج حركة حماس عن المحتجزين بحلول يوم السبت وقال بأن الحرب الجديدة في غزةستكون بكثافة مختلفة عن تلك التي سبقت وقف إطلاق النار.
بينما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم (الأربعاء)، إسرائيل و«حماس»، إلى «إبقاء وقف إطلاق النار» في قطاع غزة، مؤكدة أن «مئات آلاف الأرواح تعوّل على ذلك».
وقالت اللجنة الدولية في بيان: «ينبغي الإفراج عن جميع الأشخاص الذين ما زالوا محتجزين رهائن. إن سكان قطاع غزة يحتاجون إلى استراحة من أعمال العنف وإلى الحصول على المساعدة الإنسانية الحيوية. ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا بقي وقف إطلاق النار ساريا».