النجاح الإخباري - جهود متسارعة للوساطة الدولية تسعى إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، حيث طُرِحت مقترحات جديدة من الجانب المصري تهدف إلى تحقيق هدنة طويلة الأمد، وسط تفاؤل حذر بالتوصل إلى اتفاق شامل يلبي مطالب الأطراف المعنية. يأتي ذلك بعد رفض متكرر من حكومة الاحتلال الإسرائيلي للعديد من المقترحات السابقة واستمرارها في عمليات القصف والاعتداءات.

الوساطة القطرية في الصدارة

وحول دور الوساطة القطرية أعلنت وكالة "رويترز" عن استئناف قطر لدورها كوسيط رئيسي في محاولات التهدئة، حيث عقد المبعوث الأميركي لقاءات مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس وزراء  الاحتلال بنيامين نتنياهو. وتفيد التقارير بأن فريق التفاوض من حماس سيعود إلى الدوحة قريبًا لمتابعة المحادثات.

وزير الخارجية القطري أكد في تصريحات إعلامية أن المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة أُنشئ بناءً على طلب أميركي إسرائيلي، حيث تم عبره إبرام اتفاقات تهدئة منذ عام 2014. وشدد على أهمية الضغط الدولي على جميع الأطراف لمنع التصعيد.

معالم الاتفاق

وبحسب تصريحات مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط، مسعد بولس، نقلتها صحيفة "لوبوان" الفرنسية، فقد تم تحديد خطوط عريضة لوقف إطلاق النار، تشمل تبادل الأسرى على مراحل وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين بالتوازي مع الإسرائيليين، مع تفاصيل عالقة تتعلق بعدد الأسماء المُفرَج عنهم.

المقترح المصري الجديد، وفق ما أوردته القناة الـ12 الإسرائيلية، ينص على هدنة مؤقتة لمدة تتراوح بين 45 و60 يومًا، تتضمن الإفراج التدريجي عن الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح فلسطينيين.

دعم إنساني ومعابر مفتوحة

كما يشمل المقترح زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية لتصل إلى 350 شاحنة يوميًا، وفتح معبر رفح تحت إدارة السلطة الفلسطينية. وفيما يتعلق بممرّي نتساريم وفيلادلفيا، تقترح مصر ترتيبات جديدة تمنع أي سيطرة عسكرية إسرائيلية عليهما.

تحركات إسرائيلية

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن وفدًا مفاوضًا سيغادر إلى القاهرة الأسبوع المقبل إذا وافقت حماس على المقترح المصري. وتستعد الحكومة الإسرائيلية لمناقشة صفقة التبادل في اجتماع للكابينت، وسط تأكيدات من مسؤولين أمنيين بعدم وجود فرصة كبيرة لإعادة المختطفين أحياء عبر عملية عسكرية.

ونقل موقع "أكسيوس" عن أحد مستشاري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن الأخير يعكف على دفع صفقة وقف إطلاق النار في غزة بأقصى سرعة ممكنة، بهدف تحقيق تقدم ملموس قبل الموعد النهائي في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

مقترح مصري جديد

في الوقت ذاته، كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية عن طرح مصر لمبادرة جديدة تتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة تتراوح بين 45 و60 يومًا. ويتضمن المقترح تنفيذ صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
وأفادت القناة بأن الصفقة قد تنفذ عبر مراحل، تبدأ بإفراج تدريجي عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الفلسطينيين، وفق آلية يتم الاتفاق عليها بين الطرفين.
وتتضمن المبادرة أيضًا إعادة فتح معبر رفح تحت إشراف السلطة الفلسطينية، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى 350 شاحنة يوميًا. كما تشير المقترحات إلى ترتيبات أمنية جديدة تتعلق بالممرين "نتساريم" و"فيلادلفيا"، إذ ترفض مصر بشدة أي سيطرة إسرائيلية عليهما، ما تسبب في تأخير الوصول إلى اتفاق.

تقدم في المفاوضات

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القاهرة تنتظر ردًا رسميًا من حماس حول المقترح المصري لصفقة تبادل الأسرى. في حال موافقة الحركة، من المقرر أن يتوجه وفد إسرائيلي إلى مصر الأسبوع المقبل لاستكمال المباحثات.
وبحسب مصدر إسرائيلي، فإن نجاح هذه المفاوضات قد يستلزم تقديم تنازلات تتعلق بإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى.

اجتماع وزاري لمناقشة الصفقة

يناقش المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" اليوم تفاصيل المقترح المصري، وسط انقسامات حادة بين المسؤولين الإسرائيليين حول جدوى الصفقة وشروطها.
من جانبه، أعلن وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهر تأييده للصفقة المقترحة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رغم استمرار معارضة قادة اليمين المتطرف.

ويظل نجاح هذه الجهود مرهونًا بموافقة الأطراف كافة، وسط أجواء من الحذر والترقب الدولي.

المصدر: النجاح +وكالات