النجاح الإخباري - تضم جدران فندق "بيت الشام" في نابلس، مجموعة من عمال غزة ممن رحّلهم الاحتلال قسرًا بعد أن كانوا يعملون في الداخل المحتل قبل أحداث السابع من اكتوبر.

إبراهيم مهر، أحد هؤلاء العمال العالقين في الضفة عن أهلهم وأسرهم في غزة، تحدث لـإذاعة "النجاح" عبر البرنامج الصباحي عن المعاناة الكبيرة التي يعيشها عمال أجساد بالضفة وأراحهم في غزة، يقول: " وجدنا أنفسنا أنا ومجموعة من العمال في وضع مأساوي بعد أن رحلنا الاحتلال إلى الضفة، أهلنا تحت القصف وبيوتنا تدمرت واحنا هون مشردين".

ومن ضمن المبادرات الخيّرة تطوع صاحب فندق "بيت الشام"  أمجد الرفاعي باستضافة 40 عاملا ، حيث وفّر لهم المأوى والطعام والشراب على مدار خمسة أشهر كاملة، دون أن يطلب منهم مقابلًا ماديًا.

يقول مهر بامتنان،: "الرجل لم يقصر معنا بشيء، احتوانا في نزله لأشهر طويلة"،  مشيرًا إلى أن السيد الرفاعي قد أوقف مصدر رزقه من أجل استضافتهم، مما أدخله في ضائقة مالية شديدة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلد.

ومع تدهور الوضع الاقتصادي للرفاعي، اضطر العمال إلى محاولة تغطية تكاليف الكهرباء والإيجار بأنفسهم.

يكمل مهر تفاصيل المعاناة: "كنا نسكن 40 نفرًا في بيت الشام، وانتقل البعض  إلى أماكن أخرى، بينما بقى 15 شخصًا فقط. كثيرون منا مرضى ولا يعملون، ولا أحد يساعدنا"، يوضح إبراهيم، مضيفًا أن الوضع أصبح أكثر سوءًا بعد انقطاع المساعدات الغذائية عنهم قبل ثلاثة أسابيع، دون توفر أي بدائل.

وأوضح مهر أنه يحصل على 140 دينارًا من مكتب العمل كل ثلاثة أشهر، ينتظر هذه المساعدات بفارغ الصبر ليرسلها إلى أسرته في غزة. ومع ذلك، تُخصم 20% من هذه المبالغ كفوائد على المعاملات، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا، يقول مهر، معبرًا عن شوقه للعودة إلى غزة المنكوبة: "نحن هنا غصب عنا. لو تصير الهدنة من الصبح بتلاقينا بغزة".

ووجه مهر باسمه واسم عمال غزة إلى محافظ محافظة نابلس غسان دغلس بالالتفات إلى وضعهم، وتوفير فرص عمل تتيح لهم العيش بكرامة، بقوله: "نطلب من محافظ نابلس أن يزور مكان سكننا، ويرى بنفسه المعاناة التي نعيشها".