منال الزعبي - النجاح الإخباري - تعيش المنطقة فوق برميل وقود في ظل التهديدات بتصعيد الحرب الاقليمية على خلفية إقدام الاحتلال على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران وهو ما شكل حرجا كبيرا للحرس الثوري الإيراني الذي كان هنية في حمايته، كما أن اغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في بيروت كذلك جعل حزب الله يهدد بالانتقام، وبين هذا وذاك تنتظر تل أبيب تنفيذ حزب الله وإيران تهديداتهن، وتتوعد بالرد القاسي في حال كان الرد خارج نطاق الحسابات المعروفة.

تصعيد إيراني محتمل

يشير الباحث في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور في حديثه لـ"النجاح"، إلى تغييرات ملحوظة في الديناميات الإقليمية. في الفترة السابقة، كانت التوقعات تشير إلى رد إيراني محدود يعتمد على دعم حزب الله. لكن المعطيات الجديدة تُظهر احتمالًا لرد إيراني قوي قد يتزامن مع تحركات حزب الله أو يتبعها مباشرة. هذا التصعيد يعزز من حدة التوترات، خاصة في ظل التهديدات القوية التي أطلقها وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، والذي قد يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية.

في إطار الاستعدادات، أقدمت الولايات المتحدة على نشر مضادات صواريخ وتقييد تحركات قواتها، وهو ما يعكس المخاوف من توسع الصراع إلى حرب إقليمية شاملة.

كما أشار منصور إلى التعاون العسكري بين إيران وروسيا، مما يزيد من احتمالات اندلاع صراع أوسع. منصور أضاف أن التصعيد قد يشمل قوى كبرى مثل روسيا والصين، مما قد يؤثر بشكل كبير على مجريات الصراع.

احتياجات إسرائيلية متزايدة

من جهته، قدم الباحث هاني المصري تحليلاً عميقاً للتوترات الحالية بين إسرائيل والولايات المتحدة. المصري أوضح لـ"النجاح" أن الإعلام العبري يضغط على أمريكا لتوفير دعم وحماية أكبر لإسرائيل، على الرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة بالفعل.

ورغم وجود خلافات تكتيكية بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية، فإن الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه أمريكا يشمل إرسال الأساطيل والمدمرات وحاملات الطائرات، بالإضافة إلى تحذيرات شديدة لإيران.

المصري اعتبر أن إسرائيل تتصرف كطفل مدلل، تسعى للحصول على دعم عاطفي أكبر رغم الدعم الكبير الذي تتلقاه.

ورغم رغبة الولايات المتحدة في تجنب حرب إقليمية شاملة، فإن إسرائيل لا تزال تطالب بمزيد من الدعم، مما يشير إلى فجوة واضحة بين ما تقدمه الولايات المتحدة وتوقعات إسرائيل.

وأضاف المصري أن إسرائيل لطالما رغبت في مهاجمة إيران، لكن معارضة الإدارات الأمريكية السابقة والموقف الحالي لنتنياهو حالت دون تحقيق هذا الهدف.

وتابع المصري أن إسرائيل تسعى لاحتواء إيران من خلال العقوبات بدلاً من شن حرب شاملة، التي قد تؤدي إلى تداعيات إقليمية واسعة وقد تؤثر على الاقتصاد العالمي والانتخابات الأمريكية.

موقف حماس

فيما يتعلق بحركة حماس، أوضح المصري أن الحركة تطالب الوسطاء بتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في 2 يوليو بدلاً من بدء مفاوضات جديدة.

وأشار المصري إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يفضل فرض شروطه بالكامل، مما يتطلب استسلام المقاومة الفلسطينية وحزب الله والأطراف الأخرى.

المصري أكد أن أي تسوية يجب أن تحقق توازنًا بين الأطراف، مما يمنع أي طرف من تحقيق أهدافه بالكامل ويحسن من موقف جميع الأطراف.

مع استمرار تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تبدو المنطقة على شفا تحولات استراتيجية قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع النطاق.