النجاح الإخباري - في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط والتصعيد العسكري المستمر، تتجه الأنظار نحو الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تتزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.
وحول تصاعد التوتر في الضفة الغربية وتحضيرات إسرائيل لحرب إقليميةأكد المحلل السياسي عصمت منصور في مقابلة مع "النجاح" أن التوتر في الضفة الغربية يتصاعد بشكل كبير بعد اغتيال شخصية بارزة مثل هنية.
وأشار إلى أن الرد من غزة كان محدوداً، وربما تراهن حماس على جبهات أخرى مثل الضفة لإثارة مشاعر الغضب وتنفيذ عمليات مختلفة.
وأوضح منصور أن إسرائيل تواجه الوضع الحالي بشن مجازر وجرائم وإعدامات جماعية، مما يزيد من تصاعد المخاوف من اندلاع حرب في الشرق الأوسط مع تعزيز الوجود العسكري الأمريكي.
وأشار إلى إطلاق 50 صاروخًا من لبنان باتجاه إسرائيل الليلة قبل الماضية، مما زاد من حالة القلق بين الإسرائيليين.
ولفت إلى أن الناطق العسكري الإسرائيلي يحاول طمأنة الجمهور بعدم وجود تغير في تعليمات الجبهة الداخلية، ولكن هناك استعدادات كبيرة من قبل رؤساء البلديات والمجالس القروية لتجهيز المستشفيات والملاجئ تحسباً لاندلاع حرب. وأضاف أن المستشفى الرئيسي "رامبو" تم نقله تحت الأرض لاستقبال الجرحى.
تحالفات ومخاوف
فيما يتعلق بالتحالفات الدولية، أشار منصور إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع منع جميع الصواريخ أو إجلاء جميع المصابين في حال اندلاع حرب إقليمية. وأوضح أن نتنياهو يسعى لتوريط الولايات المتحدة في حرب إقليمية، ولكن حتى الآن لم يتم تشكيل تحالف هجومي لهذا الغرض.
وأكد منصور أن إسرائيل تمتلك خطط طوارئ ودفاع مدني جاهزة، بالإضافة إلى ملاجئ ومستشفيات تحت الأرض. أما بالنسبة لصفقة التبادل، فقال منصور إنها قد تكون وسيلة لوقف الحرب، ولكن استمرار الحرب دون صفقة يبدو مستحيلاً.
حسابات استراتيجية
بدوره تحدث المحلل السياسي هاني المصري لـ"النجاح" عن سياسات إيران وموقفها من التهديدات الإسرائيلية والأمريكية. حيث شَبَّه المصري إيران بصانع السجاد الذي يحتاج إلى صبر وفن وتنظيم، مشيراً إلى أن إيران تعاملت بحكمة مع المخاطر منذ انتصار ثورتها، ورغم العقوبات والحصار المستمر، استطاعت الصمود وزيادة نفوذها في المنطقة.
وأشار المصري إلى أن إيران تستخدم القضية الفلسطينية لتعزيز نفوذها في المنطقة، مشددًا على أنَّ أي طرف يستخدم القضية الفلسطينية لخدمة مصالحه يتطلب علاقات جيدة مع إيران.
وأكد أنَّ إيران، رغم المشاكل والثغرات، أصبحت قريبة من الحصول على القنبلة النووية، وهو ما يعترف به الجميع، بما في ذلك إسرائيل.
التصعيد الشامل
وأضاف المصري أن إيران تتصرف بحنكة ولا تسعى لحرب إقليمية شاملة؛ لأنها تعلم أن الولايات المتحدة ودول الغرب ستقف مع إسرائيل، مما يهدد ما حققته إيران من نفوذ ومصالح.
وأوضح أن تصعيد نتنياهو ومحاولاته فرض قواعد اشتباك جديدة من خلال عمليات الاغتيال الأخيرة تهدف إلى استعادة قوة الردع لإسرائيل التي تضررت منذ 7 أكتوبر.
وأشار المصري إلى أن الرد من إيران وحلفائها، مثل حزب الله والحوثيين، سيحدد ما إذا كان نتنياهو قد نجح في استعادة الردع أم لا.
وأوضح أن التصعيد قد يصل إلى مستوى عالٍ من المواجهة دون الانجرار إلى حرب شاملة، حيث إن إيران وواشنطن لا تريدان حربًا شاملة، وهما أصحاب القرار في هذا الشأن.
في ظل التصعيد المستمر والتوترات المتزايدة، يبدو أن المنطقة تقف على حافة انفجار محتمل.
تتعدد الحسابات وتتباين الاستراتيجيات بين الأطراف المختلفة، مما يزيد من تعقيد الوضع ويجعل التنبؤ بمستقبل الصراع أمراً صعباً. وتبقى التحالفات الدولية وتحركات الأطراف الإقليمية العامل الحاسم في تحديد ما إذا كانت المنطقة ستنجر إلى حرب شاملة أم ستبقى على حافة الهاوية.