النجاح الإخباري - تصاعدت التوترات بين "إسرائيل" وحزب الله بعد حادثة مجدل شمس، التي  أدت إلى مقتل 11 شخصًا في هجوم صاروخي على البلدة الواقعة في مرتفعات الجولان.

 زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد انتقد الحكومة بشدة، معتبرًا أن الحكومة تواصل إهانة سكان شمال إسرائيل بعدم اتخاذ إجراءات حاسمة. بينما رفعت إسرائيل جاهزية جيشها، لتظل الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت هذه الحادثة تدفع إلى حرب شاملة أم تسرّع من التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة؟

ويجمع الخبراء والمحللون على عدم إمكانية حدوث حرب شاملة في الوقت الراهن لعدة أسباب، وأن جميع الأطراف غير مستعدة لخوض مثل هذه الحرب.

حجج لتوسيع الحرب

المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي نهرو جمهور أكد لـ"النجاح" أن إسرائيل تبحث عن حجج لتوسيع الحرب، دون الذهاب إلى حرب شاملة.

وأشار جمهور إلى أن إسرائيل قد تستغل الحادثة كذريعة للضغط على حزب الله وإجباره على التراجع. ورغم أن حزب الله نفى مسؤوليته عن الحادثة، إلا أن إسرائيل بدأت تبني رواية تتهم فيها الحزب باستهداف المدنيين لتبرير هجماتها على المناطق المدنية في لبنان.

وأضاف جمهور أن الجيش الإسرائيلي يعاني من استنزاف قدراته بسبب العمليات العسكرية الطويلة في غزة، وأن هناك مشكلات داخلية عديدة تمنع إسرائيل من خوض حرب شاملة.

من جهته، يسعى حزب الله إلى دعم غزة دون التورط في حرب مكلفة، لكن أي خطأ قد يقود إلى تصعيد كبير.

محاولات لملء الفراغ

 من جانبه، أوضح المحلل السياسي خالد معالي في حديثه لـ"النجاح" أن الترجيحات تشير إلى أن الهجوم في مجدل شمس لم يكن من تنفيذ المقاومة اللبنانية، التي نفت مسؤوليتها عنه.

وأضاف معالي أن إسرائيل تحاول توجيه اللوم لحزب الله لملء الفراغ الناتج عن عدم وجود صورة نصر في الشمال أو الجنوب.

 وأكد أن الظروف الحالية لا تسمح لإسرائيل بخوض حرب شاملة، لكن قد تقوم بتوجيه ضربة قوية لتعزيز الجبهة الداخلية واستمالة الدروز.

وأشار معالي إلى أن نتنياهو وحكومته في موقف صعب، حيث يسعون لتوجيه الأنظار بعيدًا عن الفشل في غزة. ويرى أن حادثة مجدل شمس قد تكون عاملًا مساعدًا لتحقيق تهدئة الأوضاع في غزة من خلال ضغوط دولية ومحلية.

احتمالات التصعيد

 ويرى المحللون أنه رغم التوتر المتصاعد، فإن احتمالات اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله تبقى ضعيفة نظرًا للتكاليف العالية والإرهاق العسكري الإسرائيلي،  كما أن الضغط الدولي، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تهدئة الأوضاع ومنع تصاعد التوتر.

وحول تأثير الأحداث على غزة يرجح المحللون أنه من الممكن استخدام التصعيد كوسيلة للضغط على إسرائيل في المفاوضات.، كما أن "المحور" الإيراني قد يمارس ضغوطًا على حماس لتسريع التوصل إلى اتفاق لوقف النار، بهدف تخفيف الضغط على حزب الله.

ويؤكد المحللون تصاعد التحديات والخلافات الداخلية في إسرائيل والانتقادات المتزايدة لحكومة نتنياهو ما قد تؤدي إلى تغييرات في السياسات الأمنية أو تحولات في التحالفات السياسية الداخلية.

استعدادات إسرائيلية

رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أكد على رفع جاهزية الجيش للمرحلة التالية من القتال في الشمال، مشيرًا إلى استعداد إسرائيل للرد بقوة على أي تهديد. يأتي هذا في وقت تخوض فيه إسرائيل عمليات عسكرية في غزة، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني. ومع ذلك، هناك تشكيك في قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة في الشمال نظرًا لاستنزاف قدراتها في غزة خلال الأشهر العشرة الماضية.

فرغم التوترات في الجبهة الشمالية  بعد هذه الحادثة والتعقيدات الأمنية والسياسية التي تواجهها إسرائيل، تظل احتمالية التصعيد إلى حرب شاملة ضعيفة، حيث إن الضغوط الداخلية والدولية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل ردود الفعل والإستراتيجيات المستقبلية.