النجاح الإخباري - يتوقع محللون إسرائيليون أن يكون الهجوم الذي شنته إسرائيل على الحديدة في غرب اليمن بمثابة نقطة البداية لمزيد من الهجمات على جماعة الحوثي، مع ترقب رد الحوثيين على القصف الذي أودى بحياة ما لا يقل عن ستة أشخاص.

وقصفت طائرات إسرائيلية أهدافا تابعة لجماعة الحوثي قرب ميناء الحديدة في اليمن أمس السبت، مما أسفر عن مقتل ستة على الأقل وإصابة العشرات، وذلك بعد يوم واحد من هجوم بطائرة مُسيرة شنه الحوثيون على تل أبيب وأدى إلى مقتل شخص واحد. 

ويهاجم الحوثيون سفن الشحن في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ تسعة أشهر وأودت بحياة ما يقرب من 39 ألف فلسطيني.

وتسببت الهجمات في اضطراب حركة التجارة العالمية واضطر مالكو السفن لتغيير مساراتها بعيدا عن قناة السويس والإبحار حول أفريقيا عن طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأكثر تكلفة. وردا على هذه الهجمات، تنفذ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف للحوثيين منذ فبراير شباط.

وقال المحلل العسكري في القناة 12 بهيئة البث الإسرائيلية نير ديبوري، المقرب من الجيش والقيادات العسكرية، إن ما تم جمعه من معلومات حتى الآن حول استعدادات الحوثيين للمواجهة مع إسرائيل يؤكد أنه حان الوقت للعمل ضدهم بشكل مكثف.

وأضاف "منذ تسعة أشهر يحاول اليمن تحدي أنظمة الدفاع الإسرائيلية، وبعد أشهر من جمع المعلومات الاستخباراتية والتحضير لساعة الصفر، ونجاح الطائرة المُسيرة التي تسللت إلى تل أبيب في قتل شخص، فهذا كل يؤكد أن التحالف الدولي في اليمن والبحر الأحمر لم يعد كافيا، وأن إسرائيل بحاجة لمهاجمة اليمن".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد الهجوم على الحديدة إن الحوثيين "هاجمونا أكثر من 200 مرة. وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قمنا بقصفهم. وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة".

ويوم الجمعة، نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) عن مسؤولين أميركيين القول إن قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا حذر في خطاب سري من أن العمليات العسكرية بالشرق الأوسط لا تردع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر، وإن هناك حاجة لتبني نهج أوسع نطاقا لردع هجمات الجماعة المتحالفة مع إيران.

وأشار المحلل العسكري ديبوري إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن خطط مهاجمة اليمن كانت جاهزة مسبقا. 

وقال "لقد تم التخطيط للعملية منذ فترة طويلة، لكن قرار مهاجمة اليمن لأول مرة تم اتخاذه في أعقاب الهجوم القاتل على تل أبيب.

"كانت الساحة اليمنية مفتوحة طيلة الأشهر التسعة الماضية، لكن إسرائيل اعتمدت على التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يعمل في البحر الأحمر. وراقبت إسرائيل تحركات التحالف، ولكن هذه المرة لم يكن ذلك كافيا ببساطة ليتقرر شن هجوم. من الواضح أن سياسة ضبط النفس لم تعد ذات جدوى".

وأكد ديبوري أن النقاش في مجلس الوزراء تناول مسألة التداعيات المترتبة على الهجوم الإسرائيلي "وتم الاتفاق على أن يكون الهجوم بمثابة الطلقة الافتتاحية لشيء أكبر يشمل المزيد من الهجمات الإسرائيلية في اليمن".

أما المحللة في صحيفة يديعوت أحرونوت ليؤر بن آري فقالت إن الهجوم القاتل بطائرة مُسيرة في قلب تل أبيب يمثل مرحلة جديدة في حملة الحوثيين ضد الأهداف الإسرائيلية.

وأضافت "بعد الهجمات الإسرائيلية في اليمن، هناك عدد من الأسئلة: من أين سيأتي الرد الحوثي على الهجوم؟ هل سيعلن الحوثيون عن مرحلة تصعيد جديدة؟".

وتقول إن رد الحوثيين على الهجوم على الحديدة قد يكون بإطلاق النار من اليمن باتجاه "أهداف حساسة كما يسمونها في الأراضي الإسرائيلية. وقد يشمل ذلك إطلاق نار انتقامي كثيف أو أقل على أهداف يزعمون أنهم هاجموها بالفعل مثل إيلات أو حيفا أو تل أبيب". 

وتابعت قائلة "ومع ذلك، لا يمكن استبعاد احتمال أنهم سيحاولون مهاجمة أهداف جديدة موجودة في بنك أهدافهم".

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي اليوم الأحد إن استهداف تل أبيب بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد، مشيرا إلى أنها تعد أيضا بداية "معادلة جديدة ستستمر"، وإن هجوم إسرائيل على الحديدة "لن يوفر لها سبل الردع ولن يمنع الحوثيين من الاستمرار (في التصعيد)".

وأضاف الحوثي في كلمة نقلها تلفزيون المسيرة التابع للجماعة أن الطائرة المسيرة التي استخدمت في الهجوم على تل ابيب "هي تصنيع يمني وأطلقتها قوة يمنية"، نافيا أن تكون إيرانية الصنع أو أن تكون أطلقت من بلدان أخرى.

وقالت المحللة الإسرائيلية بن آري إن الحوثيين يتلقون الذخيرة من إيران "ولديهم نماذج مختلفة من الطائرات المُسيرة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية (الإيرانية)، وقد تم استخدام بعضها بالفعل ضد إسرائيل".

وأوضحت قائلة إن المرحلة الجديدة من التصعيد الحوثي قد تشمل التهديد بشن هجمات على الأراضي الإسرائيلية، أو استخدام أسلحة جديدة أو تهديدات إضافية على الساحة البحرية.
 
وتعتقد بن آري أن الرد الحوثي قد لا يأتي فقط من اليمن، مضيفة "قد يقرر وكلاء إيران توحيد قواهم وشن عملية مشتركة"، في إشارة إلى الفصائل المسلحة العراقية المتحالفة مع إيران.

وذكر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أن الحوثيين يملكون بصواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى وصواريخ كروز وصواريخ بحر-بحر وطائرات مُسيرة هجومية "كما أنهم أثبتوا قدراتهم ومهاراتهم في تشغيل الطائرات المُسيرة في تنفيذ هجمات مميتة".