النجاح الإخباري - نغم إسماعيل- تكشف الاحصائيات أن المساحات التي صادرها الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2023 ازدادات بحوالي الضعف مقارنة بالعام 2022، حيث تمت مصادرة 50,526 دونما خلال العام 2023 مقارنة بحوالي 26,000 دونم خلال العام 2022.
وتشير البيانات أنه خلال العام 2023 تم اصدار 32 أمراً بوضع اليد على حوالي 619 دونماً، وأربعة أوامر استملاك لحوالي 433 دونماً، وأمري إعلان أراضي دولة لحوالي 515 دونماً، بالاضافة الى أربعة أوامر تعديل حدود محميات طبيعية صادرت من خلالها 48,959 دونماً، وذلك ضمن السياسة الممنهجة والمستمرة للسيطرة على كافة أراضي الفلسطينين وحرمانهم من استغلال مواردهم الطبيعية.
بالإضافة إلى قيام الاحتلال خلال العام 2023 بهدم وتدمير ما يزيد عن 659 مبنى ومنشأة بشكل كلي أو جزئي منها 70 عملية هدم ذاتي في القدس، وذلك وفقاً لبيانات مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوشا، بالاضافة لإصدار 1,333 أمر هدم لمنشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص.
- الاعتداءات-
ونفذت سلطات الاحتلال والمستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال 12,161 اعتداءً بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال العام 2023، وتوزعت هذه الاعتداءات بواقع 3,808 اعتداءات على الممتلكات والأماكن الدينية و707 اعتداءات على الأراضي والثروات الطبيعية و7,646 اعتداءً على الأفراد، كما تسببت هذه الاعتداءات باقتلاع وتضرر وتجريف اكثر من 21,700 شجرة منها حوالي 18,964 شجرة زيتون.
-ممارسات الاحتلال والمستوطنين بحق المناطق البدوية-
وتشهد المناطق البدوية والأغوار في الأراضي الفلسطينية تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة العنف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين منذ السابع من أكتوبر الماضي.
حيث يقول مسؤول ملف الاستيطان في طوباس والأغوار الشمالية، معتز بشارات "إن جرائم الاحتلال لم تتوقف قبل أو بعد هذا التاريخ، بل ازدادت بشكل كبير مقارنة في السنوات السابقة".
ووصف الاعتداءات اليومية في مناطق الأغوار والضفة الغربية وقطاع غزة بأنها جرائم حرب تجري على مرأى ومسمع العالم، الذي يغض الطرف عن هذه الانتهاكات.
وأشار بشارات خلال حديثه لـ"النجاح الإخباري" إلى أن حكومة الاحتلال شكلت عصابات منظمة مثل "شباب التلال" و"تدفيع الثمن" و"عصابة رجيم"، التي أطلقت لها العنان وتم تسليحها من قبل وزراء حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، مشيرًا إلى بن غفير كأحد المسؤولين عن هذه الممارسات.
وبيّن أن هذه الحكومة تتبنى سياسات تهدف إلى القضاء على الوجود الفلسطيني والسيطرة على الأراضي والمياه الفلسطينية.
وأضاف بشارات أن هذه العصابات تستند إلى قاعدة دينية مغلوطة تدعي أن الأرض تعود لإسرائيل، وتعتبر أن الفلسطينيين هم سارقوا هذه الأراضي.
وتعتقد هذه الجماعات أنه باستيلائها على أي شبر من الأرض، فإنها تعيده إلى الدولة اليهودية المزعومة، رغم أن هذه الأراضي مملوكة للفلسطينيين بأوراق طابو تركية، ومالية بريطانية، وأخرى أردنية.
وأكد بشارات على أن هذه العصابات تُربى في مدارس دينية تروج للكراهية تجاه الفلسطينيين والعرب بشكل عام، وتعتبرهم عبيدًا لا يمكن أن تكون لهم أراضي أو كيان.
وأوضح أن الوجود الفلسطيني في هذه المناطق أصبح مهددًا بشكل كبير من قبل هذه العصابات المتطرفة.
يذكر أنهم يمارسون جرائمهم بوحشية ودون رادع، مدعومين من قبل جيش الاحتلال وشرطة الاحتلال، تشمل هذه العمليات توسيع البؤر الاستيطانية وإضافة وحدات سكنية جديدة، إلى جانب بناء المرافق والمدارس الدينية لهذه العصابات، مثل ما يحدث في مستوطنة مخولة.
كما تقوم قطعان المستوطنين بترهيب وضرب الفلسطينيين، بما في ذلك عمليات طعن وهجمات على مساكن المواطنين. ولم يسلم حتى الأطفال من هذه الهجمات حيث يتم ترويعهم عندما يقتحم المستوطنون بيوتهم حاملين السكاكين، بالإضافة إلى عمليات سرقة محتويات المنازل وصهاريج المياه في وضح النهار، وتهدف هذه الجرائم إلى تهجير الشعب الفلسطيني والضغط عليهم لترك أراضيهم ومساكنهم.
وأوضح بشارات أن الاحتلال يصرف مئات الملايين من الشواكل شهرياً لدعم هذه العصابات وتأمين بنية تحتية للبؤر الاستيطانية المقامة على أراضي الفلسطينيين. على سبيل المثال، يسيطر مستوطن واحد في منطقة الأغوار على أكثر من 7500 دونم، بينما يسيطر آخر في منطقة الحمة على 12800 دونم.
يذكر أنه عند محاولة الفلسطينيين الدفاع عن ممتلكاتهم وأراضيهم، يقوم الاحتلال باعتقالهم وتلفيق التهم لهم، وفرض غرامات مالية باهظة عليهم، لذلك يعيش الفلسطينيون في مناطق الأغوار حياة جحيم بسبب هذه الجرائم، مع شبه انعدام للحياة الطبيعية، وبالرغم من كل هذه التحديات، يصر الشعب الفلسطيني على التمسك بأرضه ومواجهة هذه العصابات بكل الوسائل الممكنة.