النجاح الإخباري - "نعمل على إيجاد بديلاً سلطوياً لحركة حماس في قطاع غزة، والدفع بقوات أخرى تتمكن من تشكيل سلطة حاكمة تهدد وجودها" هذا ما جاء على لسان وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت في أعقاب جلسة لتقييم الوضع الأمني في قيادة المنطقة الجنوبية التابعة لجيش الاحتلال، وفي وقت يُكثر فيه الحديث عن اليوم التالي للحرب على غزة، وسط خلافات محتدمة بهذا الشأن.

"نخنق حماس .. ولن نسمح لها بالاستمرار"

ويتابع غالانت " نحن نخنق حماس ولا نسمح لها بالاستمرار في الوجود، فلن يكون لديها القدرة على التغلب (على هذا الوضع) ولا القدرة على تعزيز قوتها والتسليح".

ويضيف خلال حديثه "بالتوازي مع العملية العسكرية المهمة، يقوم جهاز الأمن بإعداد بديل حاكم لحماس، عبر عزل مناطق، سنخرج عناصر حماس منها وندخل إليها قوات أخرى مما سيمكن من تشكيل سلطة تهدد حماس"

"لن نقبل بحماس كسلطة حاكمة في غزة"

فيما اعتبر غالانت أن "هاتين العمليتين؛ العملية العسكرية من ناحية والقدرة على تغيير السلطة الحاكمة، سيؤدي إلى تحقيق هدفين من أهداف هذه الحرب، إسقاط سلطة حماس والقضاء على قوتها العسكرية وإعادة الرهائن، وفي أي مرحلة، وفي أي نهاية للحرب، لن نقبل بحماس كسلطة حاكمة في غزة".

"مصر تتمسك بموقفها" .. ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من معبر رفح

الحديث عن سلطة بديلة لحماس يأتي في أعقاب الاجتماع الثلاثي الذي استضافته القاهرة، اليوم الأحد، وضم الوفد الأمني المصري إلى جانب وفدي الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل لمناقشة "إعادة فتح معبر رفح الحدودي مع غزة بهدف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع" المحاصر.

فيما نقلت مصادر مصرية، إن مصر ومع نهاية الإجتماع بقيت متمسكة بموقفها الثابت نحو ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى وقد حمل الوفد الأمني المصري إسرائيل المسؤولية الكاملة عن عدم دخول مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة".

فيما أفادت تقارير إسرائيلية بأن إسرائيل "لم تعد تستبعد إمكانية الدفع بجهات فلسطينية لإدارة معبر رفح، وأبدت استعدادها لسحب جيشها من المعبر وتمركزه في مكان أبعد وفقاً للاعتبارات العملياتية"

"سلطةٌ تحكم غزة .. مقبولة إسرائيلياً ودولياً وإقليمياً"

فيما ينُظر المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض، إلى تصريحات غالانت التي تتزامن مع استمرارية الحرب، إلى أنها جزء من غطرسته وإيمانه بأن القوة ستأتي بالنتائج المرجوة، بالعمل على تحطيم وتدمير قدرات حماس العسكرية والقانونية والحكومية، وبالتالي لن تكون هناك سلطة اسمها سلطة حماس، ويؤكد عوض بأن الاحتلال لا يريد لحماس وغيرها من الأطراف الفلسطينية أن تقيم الدولة، ويأتي ذلك في ظل اعتماده على المجتمع الدولي الذي قد يساعده في تشكيل إدارة تقود غزة من قوى متعددة دولية أو عربية أو بلديات وعشائر"

ويمضي د. عوض قائلاً للنجاح "إسرائيل تسعى لقيام سلطة تدير غزة مقبولة إسرائيلياً وإقليمياً ولدى العالم، إن استطاع ذلك، حيث أن الحرب لم تضع أوزارها بعد، وحماس لم تقل كلمتها الأخيرة، ولم تختفِ من الساحة وما زالت موجودة، والشعب الفلسطيني لن يقبل بكل هذه الإملاءات، وكلها أوهام إسرائيلية باطلة"

خطة بايدن لوقف الحرب .. يُشوبها الغموض والتساؤلات

وقد عرض الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، مقترحاً من إسرائيل لحركة «حماس» لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب التي حصدت عشرات الآلاف من الأرواح في قطاع غزة وتسببت في أزمة إنسانية.

ويدعو العرض إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة، وقالت حماس أنها تتعامل بإيجابية مع أي مقترح يدعو لوقف إطلاق النار، فيما تعددت المواقف إسرائيلياً بين مؤيد ومعارضٍ للمقترح.

ويقول المحلل السياسي أحمد رفيق عوض للنجاح بهذا الإطار، "مقترح بايدن فيه غموض كبير، حيث لم يتحدث عن اليوم التالي للحرب ومن سيحكم غزة، ولم يشر للسلطة الفلسطينية على الإطلاق، وفيما يتعلق بإعمار غزة لم يتطرق إلى الأطراف التي ستقوم بذلك، ولم يستند في خطابه لأي من المرجعيات أو المبادرات، وهذا ما يجعل الخطة غامضة وفيها العديد من التساؤلات"

تصريحات إعلامية ليس لها مرجعية ..

فيما يقرأ المحلل السياسي سامر عنبتاوي ما جاء على لسان غالانت بقوله "اليوم التالي للحرب غير واضح بالنسبة لكل القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية، حيث تعددت الاقتراحات بهذا الإطار، بأن تعود السلطة الفلسطينية لاستلام قطاع غزة أو تشكيل سلطة مختلفة، أو الحكم المطلق العسكري وإعادة الحكم الكامل لدولة الاحتلال على قطاع غزة، وتمت المحاولة باتجاهات مختلفة مع العشائر"

ويؤكد عنبتاوي أن ما يريده غالانت لا يمكن أن يتمحور، والفلسطينيون لن يقبلوا بهكذا تغيير خاصة بعد حرب إسرائيلية مدمرة وقاتلة، وهذا العدد من الشهداء والجرحى"

وأردف عنبتاوي حديثه للنجاح بالقول" الإسرائيليون محتارون حول ما الذي سيحصل في اليوم التالي للحرب، نتنياهو وزمرته لا يريدون أن تعود السلطة أو أي شكل من أشكالها لغزة، لأن هذا يعني وحدة قطاع غزة والضفة، وهذا يحاربونه منذ سنوات طويلة ويعملون لإفشاله، بالتالي الوضع حتى هذه اللحظة مبهم، وحديث غالانت ليس سوى تصريح إعلامي ليس له مرجعية على أرض الواقع"

مقترح بايدن.. محاولات أمريكية لإنقاذ دولة الاحتلال من نفسها ومن نتنياهو

وحول الاقتراح الإسرائيلي الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، يرى عنبتاوي أن خروج جو بايدن بشكلٍ مفاجىء وإعلان هذا المقترح بتفاصيله، حتى لا يكون هناك ارتداد عن هذه الورقة، ويأتي ضمن محاولات أمريكية لإنقاذ دولة الاحتلال من نفسها ومن نتنياهو، في ظل تراجع إسرائيلي على الجبهات السياسية والأمنية والإعلامية والإقتصادية وعلى مستوى العالم، وبالتزامن مع حرب فاشلة، لم تحقق أهدافها، ولذلك خرج بايدن للإعلام بهذا الشكل.

ويستدرك عنبتاوي بالقول" بايدن له حسابات خاصة تتعلق بالانتخابات وبدء الحملة الإنتخابية، وهو يعتقد أن ترامب الآن معرض للمحاكمة وبالتالي تزداد فرصه في أن تعود الحالة إلى سابق عهدها، ويعلم تماما أن تراجع شعبيته بسبب دعمه للحرب على قطاع غزة ،يضاف إلى ذلك أيضا أن هناك عودة للملف الأوكراني من قبل الغرب، وطبعا الملفات الأخرى على مستوى العالم.

ويذهب المحلل السياسي سامر عنبتاوي إلى الاعتقاد بوجود توجه جدي حقيقي لدعم هذا المقترح، خاصة في ظل دعمه من قطر ومصر، فيما يشير عنبتاوي إلى أن بعض البنود في المقترح يجب معالجتها وتوضيحها وهذا ما قالته المقاومة، بأن المقترح إيجابي وقريب من الورقة المصرية، لكن بحاجة لتفاصيل عدة للموافقة عليه

"أعتقد أن نتنياهو الآن يشتد الطوق حول رقبته، ويزداد الضغط عليه داخلياً وخارجياً، وبالتالي هو أمام خيارين فقط، إما أن يلتزم بهذا الاتفاق أو يحاول تكسير الطوق وخلق إشكالات، وأعتقد أن هامش المناورة ضعيف جدا بالنسبة له في هذا المجال" يختتم عنبتاوي حديثه

وفي 15 مايو (أيار) وجّه غالانت انتقادات لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو؛ بسبب غياب أي خطة لإدارة غزة في مرحلة ما بعد الحرب، وأيده لاحقاً عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس

وصرح غالانت بأن استمرار التردد قد يؤدي مستقبلا إلى احتلال عسكري لغزة، وهو ما سيكون في خطر على أمن إسرائيل على حد وصفه.

وشدد غالانت على "أن الكيان الفلسطيني، الذي سيدير القطاع، لابد أن يكون مدعوما دوليا، وليس معاديا لإسرائيل"

ورد نتنياهو بالقول إنه غير مستعد لتبديل ما أسماه حماستان بفتحستان – في إشارة إلى السلطة الفلسطينية، فيما طالب بن غفير إلى إقالة غالانت بسبب تصريحاته، لتحقيق أهداف الحرب"

ومن المقرر أن يعقد مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، الذي يضم غالانت في عضويته، اجتماعاً مساء اليوم، لبحث المقترح الذي قدمه جو بايدن، واليوم التالي للحرب على غزة.