نابلس - النجاح الإخباري - تقف الضفة الغربية على برميل بارود في ظل سياسة الاحتلال القمعية والاجتياحات والعمليات العسكرية للمدن والبلدات والمخيمات وتنفيذ سياسة القتل والتدمير، وأطلق وزير مالية الاحتلال المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، تصريحات دعا فيها إلى شن ما اسماها "حربا دفاعية" في الضفة الغربية، متوعداً بتدمير شامل مماثل لما حدث في غزة.
وشن الاحتلال خلال الأسابيع القليلة الماضية سلسلة اجتياحات لمدن مثل جنين وطولكرم ونابلس ورام الله والخليل، ونفذ عمليات تخريب وتدمير واسع للبنية التحتية، شملت شبكات المياه والكهرباء، بالإضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالطرق والمباني العامة.وفي وقت يقف المجتمع الدولي في موقف المتفرج حيال سياسات الاحتلال واستمرار الاحتلال في حرب الابادة في قطاع غزة وتعوده بتكرارها في الضفة.
دعوة بني غانتس لإجراء انتخابات مبكرة تعكس الحالة في الشارع الإسرائيلي
في ظل التوتر المستمر والتحريض الإسرائيلي المتزايد في الضفة الغربية، تحدث المحلل السياسي أيمن يوسف لـ"النجاح الإخباري" عن التحريض الذي يُمارسه المتطرفون، سواء كانوا من المستوطنين أو غيرهم، حيث يُظهرون استعدادهم للتصعيد وتنفيذ أعمال عنف في مناطق محددة من الضفة الغربية.
وأكد يوسف أن التحريض يأخذ أشكالًا متعددة، بما في ذلك المطالبة بعودة الاستيطان إلى مناطق شمال الضفة الغربية، مما يثير المخاوف من تصاعد الأعمال العدائية، واستمرار تحصين المستوطنين ومشاركتهم في الأعمال القذرة، مما يثير المخاوف من اندلاع صراع مسلح.
ووضح يوسف، أن بيني غانتس، زعيم حزب إسرائيل الرسمي، قدم مقترحًا لإجراء انتخابات مبكرة في محاولة لتصحيح الأوضاع السياسية الراهنة. يُظهر هذا المقترح علامات على الأزمة الخانقة التي تعصف بحكومة الاحتلال، مما يسلط الضوء على التوترات الداخلية والخلافات السياسية في إسرائيل، ومن الملاحظ أن هذه التطورات تزيد من التوترات في المنطقة، وتعكس التحديات التي تواجهها حكومة الاحتلال والمجتمع الفلسطيني على حد سواء.
وفي ذات السياق أكد المحلل السياسي راسم عبيدات على أن المشروع الإسرائيلي يتضمن سياسات متكاملة للطرد والتهجير في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس، بالإضافة إلى المناطق الفلسطينية الداخلية. وأشار إلى حملة هدم المنازل في منطقة خربة الخلايلة كجزء من جهود تجريد عرب النقب من أراضيهم.
وأضاف عبيدات أن عمليات الاحتلال العسكرية تستهدف بنية تحتية مدنية، مثل المدارس والمشافي والطرق، بالإضافة إلى هدم المنازل والاستيلاء على الأراضي.
وأشار إلى تزايد الانتهاكات بما في ذلك الاعتداءات المتكررة وقطع الطرق وإطلاق النار على المدنيين وحرق الممتلكات.
وبينما يتزايد التوتر، فإن سلطات الاحتلال تواصل تنفيذ سياسات الاستيطان والضغط على الفلسطينيين، ما يثير المزيد من الاحتجاجات والتصعيد.
وفيما يتعلق بالمشهد السياسي يشير عبيدات إلى دعوة بني غانتس إلى إجراء انتخابات مبكرة، ما يعكس تحولات داخلية في الساحة الإسرائيلية. ورغم التحركات السياسية، فإن استقالة حكومة نتنياهو تبدو مستبعدة في الوقت الحالي، نظرًا لدعمها القوي داخل الكنيست، ومع انعقاد اجتماع بين نتنياهو وغانتس، يبدو أن الاتفاقات بين الأطراف لا تزال غير واضحة، خاصة فيما يتعلق بإدارة الأزمة في قطاع غزة والتهدئة المستقبلية.
مع هذا الوضع المتأزم تبقى الأراضي الفلسطينية مسرحًا للتصعيد الإسرائيلي، مع عدم وجود مؤشرات على حلول سلمية قريبة.
اقتحام جنين مستمر
واقتحم الاحتلال صباح الخميس مدينة جنين، وأكد الصحفي تامر أبو الهيجا في حديث خاص لـ"النجاح الإخباري" استمرار الاشتباكات العنيفة في مدينة جنين ومخيمها. حتى اللحظة، وتسجيل أربع إصابات، ثلاث منها نُقلت إلى مستشفى الرازي التخصصي، بالإضافة إلى إصابة طفل يبلغ من العمر 14 عاماً نُقل إلى مستشفى جنين الحكومي.
وأضاف أبو الهيجا أن قوات الاحتلال قامت بعمليات تجريف واسعة في عدة مناطق حول المخيم، بما في ذلك دوار الإحسان، طلعة الغربان، وشارع التربية والتعليم بالقرب من مستشفى جنين الحكومي. عمليات التخريب طالت البنى التحتية والشوارع الرئيسية التي تربط المدينة بالمخيم.
وأشار أبو الهيجا إلى أن هذه العملية تسببت في إرباك حركة المرور في المدينة، حيث علق العديد من المركبات في شوارع جنين الرئيسية التي تربطها بشارع حيفا وشارع نابلس. وترك السائقون مركباتهم وهربوا من المدينة بسبب دخول قوات الاحتلال، مما أدى إلى إغلاق المحال التجارية وخلو المدينة من المواطنين، كما تمركز القناصة في مناطق مختلفة حول المخيم، بالقرب من مستشفى جنين الحكومي ومدرسة جنين الثانوية للبنات، مما يزيد من حدة التوتر والخوف بين السكان.
ووضح أبو الهيجا أن أهداف الحرب غير واضحة حتى الآن لم تعلن قوات الاحتلال عن أهداف واضحة لهذه العملية، حيث تواجدت في عدة مناطق وواصلت عمليات تجريف وتنظيف الشوارع من العبوات الناسفة التي زرعتها المقاومة. ويُعتقد أن هذه العمليات قد تكون تمهيداً لعمليات قادمة.
وأكدت التقارير وجود إصابات طفيفة ومتوسطة بين المواطنين، في حين تحلق طائرات الاستطلاع على ارتفاعات منخفضة فوق المدينة والمخيم. وأعلنت قوات الاحتلال حظر التجول في بعض المناطق، مما زاد من حدة التوتر والخوف بين السكان.
وفي اتصال مباشر مع الزميل الصحفي عاطف أبو الرب من جنين، أكد أن قوات الاحتلال لا تزال تدفع بتعزيزات إلى المنطقة.
وأشار إلى أن المدى الزمني لهذه العملية غير معروف حتى الآن، ولم يتم تسريب أي معلومات حولها من خلال الارتباط أو مصادر أخرى. لكن يبدو أن العملية ستستمر لفترة أطول نظراً لطبيعتها وحجم القوات المشاركة فيها.
وأضاف أبو الرب أن قوات الاحتلال دخلت برفقة جرافات، وهو أمر نادر في مثل هذه العمليات، حيث عادة ما تكون العمليات الخاصة مصحوبة بوحدات خاصة ودوريات فقط. وتستهدف هذه العملية مناطق حي الزهراء، حي المستشفى، أطراف حي خلة الصحة، وأجزاء كبيرة من مخيم جنين، خاصة منطقة الساحة، حارة وشين، وجرف الذهب.
وفيما يتعلق بالوضع على الأرض، أوضح أبو الرب أن هناك انتشارًا لدوريات الاحتلال في أسواق المدينة، مما أدى إلى حالة من الارتباك والاختناقات المرورية بسبب خوف الناس من إطلاق الرصاص على السيارات. هذا الوضع استمر حوالي أربعين دقيقة، حيث حاول المواطنون الهروب من مناطق الاحتكاك، إما بالسيارات أو مشيًا على الأقدام.